عبد القادر الهدهود في ليالي الكويت.. الحضور الجميل
بقلم الاعلامي والناقد جهاد أيوب
في زمن القحط الجمالي وغزارة البشاعة في فضائياتنا وكثافة الحوارات السياسية الحاقدة والثرثارة، وعن طريق الصدفة، شدني ديكورا جميلا، قررت على إثره أن أشبع بصري أكثر وإذ بالذاكرة تسعد لوجود صوت منذ كان صغيراً لفتني في الكويت، وساندته في بداياته، وهذا دورنا وواجبنا بحق موهبة واضحة.
تعلم أصول الغناء والعزف والموسيقى، ثقف صوته وموهبته، وانتشر باحترام واقتدار، إنه الفنان عبد القادر الهدهود صاحب الصوت الجميل والموهبة الجادة.
عبر شاشة تلفزيون الكويت، وضمن حلقة سهرة الخميس من برنامج “ليالي الكويت” جاءت “ليلة الهدهود”، ولو متأخرة، وإذ بالصوت أكثر جمالاً وتعبيراً ومرونة ومشبعاً بالأداء الذكي. الهدهود لا يغامر بقدر تأدية ما رسمه اللحن، ولا يرتجل مع إني أطالبه بالارتجال خلال وصلته الغنائية، ربما ذهابه إلى التدريس الموسيقي، جعله يغرق بالأكاديمية، لذلك رسم الأداء الغنائي ضمن واحد زائد واحد، وهو ما يصلح في الاستديو. أما في الغناء المفتوح فيتطلب الارتجال، والانتقال بمنهجية اللحظة إلى تأدية النغم كما تشتهيه الحالة… وهو، وبهذا التمكن يقدر أن يتألق كما يرغب.
ألحانه مشبعة بالتراث الكويتي والنغمة الخليجية. جملته صحيحة تدخل القلب قبل السمع، حتى ان المشاهد والمستمع يحفظها بسرعة. حضوره محبب وجميل رغم وزنه الزائد الذي أعاق حركته وابتسامته.
يؤدي بروح الشباب، جملته الشعرية التي اختارها تشبه ما يتطلبه شباب اليوم وحتى الجيل الذي سبق، ومن الواضح انه يشارك في كتابة القصيدة، أو يعطي الفكرة كي تتبلور شعراً، وهذا يزيده نجاحاً إذ قرر عدم الانزواء، والاكتفاء بالتلحين لغيره، والانشغال بالتدريس وهموم الحياة بعيداً عن الاهتمام بفنه بصوته بغنائه.
ظهر الهدهود حرًا مثقفاً بعالمه وبالتعامل مع زملاء الفن، صريحاً، ومزاجيته القديمة التي طالما حذرت منها لا تزال متربعة عنده مع إنه يعترف بها.
البرنامج في ديكوره الجديد جميل بصرياً يعطي مساحة كي تتحرك كاميرات المخرج بارتياح.
غلب على الحلقة المجاملات، ومن المعروف ان كثرة المجاملات تضعف الحلقة والإعداد والمتابعة.
الزميل محمد الوسمي في هذه الحلقة أكثر هضامة، وأكثر رشاقة، واسئلة بسيطة غير متفلسفة، الغاية منها الاستمتاع بصوت وفن الضيف الذي يحب فنه، وللحق تحسب هذه الحلقة حوارياً إلى الوسمي الذي كان متمكناً ولم يتصرف بخوف.
حلقة ” ليلة الهدهود” مرت بسحر اللحظة، بطلها الديكور الجميل، الإضاءة المدروسة، الضيف الفنان عبد القادر الهدهود والغناء الأجمل.
