“برهان بيروت” ممنوع من العرض في الكويت
المنع يشكل صدمة على أكثر من صعيد سياسي وفكري مرحلي، ويضع علامات استفهام كثيرة.
تأسّف الإعلامي والناقد الصحفي جهاد أيوب على منع وزارة الإعلام الكويتي عرض فيلم “بيروت برهان” للمخرجة الكويتية فرح فؤاد الهاشم، وسأل عمّا أصاب الاعلام العربي الذي يروّج انه ضد التطبيع، وكيفية المساعدة في تقديم الأعمال المحترمة، والهادفة ونحن نعيش عقدة الرقابة والمزاجية والمنع إذا لم يعجب أحدهم بشخص ما، بمشهد ما او بكلمة؟!
فكتب:
لا أصدق أن تمنع وزارة الإعلام الكويتي فيلم “بيروت برهان” وهو فيلم لا يؤمن بالتطبيع، لا يتضمن أي مشهد مخل بالأخلاق والآداب، ولا يتخلله تلفظ بكلمة نابية في حواراته!
مؤسف خبر منع هذا الفيلم الجاد الذي يحترم عقل المشاهد والمفكر والذي يطرح في غضون ساعة وأربعين دقيقة القضية الفلسطينية بدون “رتوش”، يبرز مجزرة كفر قاسم خارج المبالغات، يناقش الوجود الاسرائيلي المؤقت بكل أمانة ومنطق وعدالة، يعرّج على تاريخ حرب لبنان غير المشوّه، ويمرّ على حقبة جمال عبد الناصر بذكاء وبراعة… ويسرد بعضا من حياة وتجربة المخرج السينمائي الراحل برهان علوية صاحب بصمة الأفلام المقاومة بينما جهود الكثير من العرب يذهب إلى كذبة التطبيع وخيانة الذات… وربما لو كان يتضمن المشاهد والحوارات السطحية لكان سُمح بعرضه، وشارك بالمهرجانات العربية، ونال جوائز الغباء المستمر.
تبرير المنع من وزارة الاعلام قسم الرقابة في الكويت غاية بالسذاجة ونحن من شاهد الفيلم، وشدّ على يد المخرجة لحفاظها على الذوق والفكر والمسؤولية…
منع الفيلم بسبب محتواه كما جاء بتبرير المنع مضحك، علماً أنه يخلو من المشاهد الاباحية، من قلة الأدب الكلامي والصورة، أو تقديم المخدرات كما حال الأفلام التي يسمح في عرضها عربياً…