شؤون فنية

في رحيل المبدع إحسان المنذر صفحة مشرقة طويت في عالم الفن النظيف

رثى الاعلامي والناقد الصحفي جهاد أيوب الفنان الكبير إحسان المنذر بعبارات عفوية نابعة من القلب، فكتب:

“ليس مهماً كيف مات، ولا يعني أن أعرف عمره، ولا كيف بدأ الدكتور الموسيقار الإنسان المتواضع المميز إحسان المنذر… ما أوجعني خبر رحيل الصديق الغالي.

إحسان المنذر حاصد جوائز القلوب إن تعرفت عليه شخصياً لا تفارقه وتحاول ألا تضايقه. كان يتكلم بهدوء، يعطي رأيه باحترام، يزرع الأشجار المثمرة من حولك، يهمس محبة، يتمتع بسرعة بديهة وخفة دم ولم يؤمن يوما بالحقد على غيره. كان يقول رأيه دون مواربة بترتيب افكاره، يحط النقاط على الحروف غاية منه كي نصحح الخطأ ويصححه معنا…

إحسان المنذر الفنان النظيف فعلاً وإبداعاً، أول من فتح قلبه وعاطفته ودار إبداعاته لنا دون شروط ودون جميل. كان الحبيب الذي نجده دائماً والجاهز لتلبية أي لقاء إذا وقعنا في إشكالية الضيوف وبسرعة. كان الحاضر دائماً إذا سألته أي سؤال، متواضعا خلوقا قالت عنه امبراطورية الفن صباح “إحسان المنذر هو معلم حقيقي، ومبدع يتميز بنغمته الجميلة، والمخلص، والأمين، والطفل الباسم، يحافظ على أسرته حتى الرمق الاخير، والوفي في كل شيء…حينما يسافر معي أشعر بأمان”.

استطاع أن يخاطب جيل الشباب الذي أخذ بالابتعاد عن الموسيقى والغناء الكلاسيكي العربي ولم يجاريه في تجربته الموسيقية أحد. هو مؤلف موسيقي بامتياز، عازف بتميز، رئيس فرقة موسيقية بأستذة ومؤدٍ بأكثر من لغة خاصة الايطالية. إضافة إلى التلحين والعزف والغناء قدم إحسان المنذر البرامج الفنية الأهم في الوطن العربي، واليوم غالبية ما يقدم يقلده في المضمون والشكل والهدف.

هو الصديق الذي تتكل عليه، سيد الذوق والمجاملات في زرع المحبة بين الاصدقاء، الحاسم الذي لا يجامل في الفن، يحترم رأي من يؤمن بهم ولا يعيش عقدة الغرور.

في كل لقاء، اتصال أو حوار كان همه وطنه لبنان… وللأسف رحل والزمر الفاسدة زادت في نهب الوطن، ورحل دون أن يلتمس محاسبة الفاسدين في الوطن…

إحسان المنذر، 75عاماً تليق بك، ما قدمته في دنيا النغم مدرسة تليق بالوطن وبالاجيال المقبلة، وما زرعته من محبة ورعيته دون غرور أو ملل هو ما سينير دربك الجديد، والأهم إيمانك بالرحمن كان كالشمس، وهذا معطفك الثابت…

وختام الكلام، إحسان المنذر مرحلة مهمة في عالم الموسيقى العربية واللبنانية تستحق أن نقف عندها. ومع رحيل هذا الموسيقار الإنسان المجدد والكبير طويت صفحة مشرقة من إبداعات بلد التميز لبنان، على أمل أن نعرف تكريمه واستثماره واستذكاره!”

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى