متفرقات

لم أعد أخشاك..

بقلم علي زعرور

لم أعد أخافك، كلمة قالها لوحي من السماء استوطن معاقل الروح حين لاذ إلى شجرة الإله ينزع عنه تِيهَهُ الذي ما أنفكّ يؤرقه، يرخي بظلال بوحه في محرابه الأبدي بلغةٍ فيها بين التشهيد والتسليم مناسكه الخاصة.

مثبطات الوهم الذي تجرعها في خلواته كانت مجرد عبور جزئي نحو وهمٍ يكرّر ذاته، حتى إشتهاءاته عبارة عن لذّة مرتقبة المفعول ومنفلتة الخطايا، تعربش على جدرانه كَسرَ عظم شيطاني.

هذه الحقيقة التي كانت متوارية خلف أسوار الغياب رفعت عنها النقاب في خمسينيات من عمر زاهرٍ  بنهم الحياة وزخرفها، معاشر أشخاص فطروا على تخمة لا اعراب لها إلا في محفل المجون، يملأون أقداحهم حتى الثمالة، وفي يقظة الولهِ يوم آخر.

كل التمادي التي سطرتها خطواته العارية هرولت نحو مصير من دروب مزروعة بالشك تلتمس اليقين المخدّر بقناعة زائفة وتهافت على إجتراع المزيد من نزنزات السعادة المنقوصة المنال.

تساؤلاته المغيبة قسراً بفعل العادة لم تستحضرها سوى وعكة من غائب متزامن الحضور وقت الشدّة، وحواراته التي فرضت نفسها على مسارح الوقت لم ترمِ في جعبته سوى ضياع وتشتت، كيف لا وهو المغموس بالمادية الجدلية والصدفة الصانعة.

معجزة ربما يحتاجها كي يصّوب مسار حياته في وقت أقفلت المعجزات أبوابها ورمت بمفتاحها في قاع لا يُنشل إلا برحمة ومغفرة ربانية.

عودة الإبن الضال لم تكتبها رسائل بتواقيع مجهولة، ورزمة الدلالات والإشارت التي حطّت رحالها في بريده المغلق بالصدأ
كانت شهد الخلاص الذي تجرعه في قدح سماوي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى