اسرائيل انطلقت ولبنان لا يزال نائما او متواطئا
كتب الكاتب والمحلل الصحافي د. ناجي صفا؛
تجهد اسرائيل بكل السبل لإستخراج النفط والغاز، سواء من الاراضي التي تسيطر عليها او تلك الحقول المشتركة والمتنازع عليها مع لبنان، حتى لو صنف الامر في خانة السرقة.
وتجهد ايضا بكل ما أوتيت من قوة للإنضمام إلى النادي الدولي للغاز والنفط، الامر الذي يعطيها ميزتين تحتاجهما وتبحث عنهما: الاولى توفير احتياجاتها الداخلية من النفط والغاز، والثانية تعزيز مكانتها الدولية من خلال تكريس ذاتها كدولة مصدرة للغاز والنفط في العالم ما يكسبها قوة معنوية كبيرة، بالإضافة الى العائدات والارباح التي ستجنيها جراء ذلك.
بالأمس وقعت اسرائيل ومصر اتفاقا مع المجموعة الأوروبية لتزويدها بالغاز، هي تطمح لأن تشكل بديلا للغاز الروسي، ولدخول السوق الاوروبية، ومع ان الغاز الإسرائيلي لا يستطيع التعويض عن الغاز الروسي بتأمين احتياجات اوروبا التي تحتاج الى ٣٠٠ مليار مترا مكعبا سنويا، بينما ستوفر هي عشرة مليارات فقط.. الا ان الاهم يبقى انها ستكرس نفسها دولة مصدرة للنفط والغاز، وستحتل مقعدا في النادي العالمي للطاقة بما يعطيها من حضور معنوي تحتاجه.
بالمقابل تبقى الدولة اللبنانية نائمة في العسل او في شيء آخر ، تلوح للبنانيين من حين لآخر بالثروات النفطية والغازية التي تختزنها الأرض اللبنانية، بما يشبه من يلوح للجائع بقطعة لحمة عن بعد، ودون ان يمكنه من الحصول عليها، وقطعة اللحم هذه هي عبارة عن حقل قانا الذي أثبتت المسوحات انه حقل ضعيف، غير مجزي، ولا يحتوي على كميات كبيرة من الغاز والنفط، لذا هي تلوح بالسراب او ما يشبه بالفضلات التي يلقيها اللحام للقطط.
تنعقد المقارنة في المخيال الشخصي بين اداء دولتين، دولة تقوم بكل جهد واصرار بالعمل على تامين مصالحها ومصالح شعبها، وهذا ما يجعلك تحترمها حتى لو كانت عدوة، ودولة تساوم وتتعاطى بلا جدية، وبعدم مسؤولية ولا مبالاة حيال حقوق شعبها وحقوقها السيادية.
ما جرى ويجري في عملية ترسيم الحدود البحرية منذ العام ٢٠٠٧ ولغاية تاريخه، والمماطلة في تعديل المرسوم رقم ٦٤٣٣ لتأكيد الخط ٢٩ الذي يقطع حقل كاريش مناصفة بيننا وبين العدو، ويعطينا الحق في هذا الحقل الغني بالغاز والبترول، كل ذلك يمكننا من القول بكل راحة ضمير انها دولة فاشلة وفاسدة في آن، وأنه يمكن الذهاب الى اتهامها ليس بالتقصير فحسب، وانما بالمساومة والبيع والشراء على حساب الشعب اللبناني ومستقبل اجياله وذلك نتيجة مصالح شخصية ومكاسب للمسؤولين من جهة، والخشية من العقوبات الاميركية من جهة اخرى.
الدولة التي تساوم على حقوق شعبها ومستقبل اجيال ابنائها وتتنازل عن حقوقهم كما يحصل في عملية الترسيم خشية من العقوبات الاميركية هي دولة غير جديرة بالإحترام .