متفرقات

دائما يتفوق المنافقون…

بقلم علي زعرور

ما زلت أبحث عن تلك المفردة في قاموس انشغالي، حيث المنافقون يمسكون بأنامل الوقت ويشرّدون كل التلاقي. غيومهم تمطر هذه العبثية التي تلغي كل جسور الوصال. من يغسل أدرانهم العابثة بيننا في زمن بات الصدق مجرد عابر يأخذنا إلى حتفنا الأخير؟!

طواحينهم الجافلة تلاحق كل الخطوات التي تكشف زيفهم، تمزق نور الحقيقة وتسدل عتمة ليلهم أمام الأمنيات العالقة على عشرة أصابع والمنتظرة أبواب السماء كي تفتح لها نحو غد أفضل. تلك الشفاه الزرقاء تتجمل بمدية الشيطان، تطرد كل حروف الحسرة والندم وتتباهى بأفعال تخلط الدمع بالألم ولا تكتفي إن أدركت فواصل النهاية.

كان همي البحث عن أصدقاء كثر بطقوس فرح ورغبة للتعايش، لا طقوس حزن قاتلة للحياة وأن أتضرّع لابتسامة صادقة تحت قباب عمرنا الساجد، فأنا إبن المطر الذي عفّر التراب وما أنجب غير الصدق المجافي لأبناء القحط الذين صنعوا من صيد الفرص رصيدهم المزوّر، وعلقوا على شمّاعة الأيام تقزّمهم القافل على أوجاعنا. أما الآن فما عدت بحاجة إليهم، هذا الزمن الحقير يحتاج إلى مصادقة أعداء نلوي بهم أذرعهم المتطاولة. هؤلاء الخنافس التي تحاول استدراجك إلى باحتها أصغر من أن تكون صالحة للمنازلة، وسيف مصداقيتك لا يرفع حتى  أمام تفوّق نفاقهم.

عليل هذا البوح حين يصلبك النفاق على خطوط تماس رائجة. هي الكارثة بحد ذاتها حين تكون العزلة بانتظارك. فتركتك المثقلة بالصدق ضاق بها الوطن الذي يهجره الوعي والأخلاق وبات الجميع فيه كمرتزقة مأجورة بلباس فضفاضة  وقتها كنت أجد في هذا الواقع المأزوم نقيض قناعاتي وأدركت انه لا بد من التغيير والوقوف في وجه هذه الآفة كي لا تموت شعلة الصدق وتبعثرها رياح النفاق الباردة.

بكثير من الخسارات وارتفاع في منسوب الكرامة، كنت أتعلم ألا أنحني وألا أخلع صمتي إلا للذين بيننا وصال بلا مقدمات، جسد عار من الضغينة وقلب لا يحسد حتى على البرهة، أكيّف أشرعتي للوصول إلى غايتي، متجاهلاً الذين لا يشبهوني، فتغيير الأشخاص كتغيير الرياح تصفر طنينا وتتعب ثغرا مرموقا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى