متفرقات

نساء بذاكرة مهزومة

بقلم علي زعرور

بعض النساء مجرد قوافٍ لذاكرة مهزومة تلملم أذيالها المنسية على جدران بائسة، تثرثر شبق وشوشاتها بلا آذان صاغية، وأبوابها معتمة كبيوت لا تتغزل بها إلا لغة تشبهها في كل احتفاء بجمال فارغٍ وغرابة وغربة لا تتقاطع حتى مع قربك لهن.

في اشتهاءٍ للقائهن ظناً منك أنّ نصف العالم يعيش معهن ونصفك الآخر متوغل فيهن بالفطرة، تجد أن الوصال مجرد سلام بيدٍ حاذقة لا قلبٍ مفعمٍ بالمشاركة، وروح تحاول أن  تسطو على خالق كما فعلت منذ الولادة الأولى.

قد يلتبس على البعض أمرهن وهنّ الضليعات في إتقان أدوار بطولة تعربش على الوجدان والعاطفة وتتخذ من وقتك مكراً يحاول أن يبكيك تعاطفاً، حتى أسماؤهن لها فعل يربكك، لا بل يبهرك لينهب منك كل مدخراتك المستقبلية، تسجنك لتخلد إليها وحيداً، مغلقاً على موسيقى لن يسمعها أحد غيرها.

البعض الآخر من ربيعهن يحاكي مواسم فصولهن التي تورق غزلاً ولا تشيخ حتى لو استحوذت عليها خطوط الزمن العابر نحو الشيخوخة، تعانق أنوثتهن بوحاً لرجل يعلم مكامنهن ليتوجهن إمرأة لعمره لا لكل أعمار الغواية.

لا مجال للمقارنة بينهن. تلك الشمعة التي تذوب أمام الكلام لا ينطفئ إلهامها ولا تشيخ حواسها. لا تحتاج أن تقلّم أظافر المشاركة أو تستعير من قلب الرجل لبوسا لها، جلّ ما تخرجه من جعبتها الأنثوية مواجهة العارفة بالشريك والمدركة لحقائقه.

هن يتعاملن مع التوقعات بعفوية ويستنزفن  جمالية أيامهن في دوزنة الحياة، يعشن قناعة الفرادة لا التفرد  حتى لو استقرّ بهنّ المطاف طيفاً في خيال أو حالة في واقع صامت لا معلن، لا تجافيهن مجرد فكرة مسجونة في كتاب أو مأسورة في سردِ قرّائه.

لا شيء يدّل عليهن ويشي بهنّ سوى منعطف من تجربة مريرة أو فوضى حياة مزمنة، فالخيار الصائب  وحده الذي يمشي واثقاً، أما الذي عاكسه الإختيار فموالفة لا مواربة، واحتواء لا استئثار إلى أن يخلق الله مخرجاً كان فيه الخلاص مفعولا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى