متفرقات

رسالة عابرة للحدود الجنوبية، هل أدركتم مغزاها؟

بقلم الاعلامي والناقد الصحفي جهاد أيوب

لا خلاف أن ما جاء في حوار الأمين خلال ثلاث ساعات عبر فضائية “الميادين” كان غاية في الأهمية والخطورة، وقد أفرغ الكثير مما في جعبته بتبسيط وشفافية وموضوعية رغم حساسية المرحلة. لذلك أي قراءة أو مقالة سياسية بعد هذا الكلام الوافي من السيد، ونحن نعيش في ظروف حرجة وعلى فوهة بركان يصبح صعباً ويتطلب الدقة والعناية والمسؤولية.

إلا أن أهم ما قاله السيد، دون أن يقف عنده العديد من المحللين، لا بل لم يتناولوه ويشرحوه رغم اهميته، ورد في جملة واحدة تشكل منعطفاً غاية في الأهمية، وقصد منها رسالة إلى الاوروبيين والأميركيين معاً، ولا أدري كيف طافت الزميل الألمعي غسان بن جدو، والكثير من المحللين!

قال الامين أن صواريخ المقاومة تذهب الى آخر مدى، والتي تذهب في هذا الاتجاه بكل سهولة تذهب إلى ذاك الاتجاه، أي بما معناه الصواريخ التي تذهب جنوباً باستطاعتها أن تذهب غرباً ولا يوجد ما يعيقها.

صحيح ان الحوار شرح ما كان قد أعلنه السيد في إطلالاته الخطابية السابقة، وصحيح أنه في هذا الحوار كان الشرح شفافاً لدرجة تشك بأن قائداً عربياً وغربياً يتمتع بهكذا صفاء وجدية هادئة، ومصداقية نادرة، ومشاغبة وهضامة ناعمة وفي مكانها. لكن لو قرأنا تلك العبارة بتمعن، نجد ان المغزى من ذلك أكثر وضوحا.

إن تلك الجملة تعني أن صواريخ أو مسيرات المقاومة العسكرية المحملة بالصواريخ إذا ذهبت جنوباً، يعني تذهب إلى قبرص حيث القواعد الأميركية هناك، وما أقرب المسافة بين لبنان وقبرص الشريكة في التآمر على ثروات لبنان البحرية والكيان الصهيوني المؤقت.
وإذا ذهبت الصواريخ أو المسيرات غرباً، وهي قادرة وبكل بساطة، يعني جزيرة كريت في اليونان حيث قاعدة حلف الناتو. وهي رسالة إلى الأوروبيين شركاء العم سام في سرقة ثرواتنا، في تجويعنا ومعاناتنا!

ما أشير إليه ليس تمنياً، ولا من نشرة أخبار القنوات العربية المضللة، بل هو شرح منطقي لجملة السيد الواضحة: “صواريخ المقاومة تذهب إلى آخر مدى، والتي تذهب بهذا الاتجاه، تذهب بكل سهولة إلى هذا الاتجاه”!

موضوع أن تطال وتصل صواريخ المقاومة كل حدود فلسطين المحتلة أصبح أمراً طبيعياً في المفهوم العسكري عند العدو والصديق، وقدرتها على الرد في كل مكان داخل الكيان المؤقت تتناوله إسرائيل المحتلة يومياً، وأصبح حلماً مزعجاً يعاني منه كل شعوبها المرتزقة. لذلك لم يفتعل الأمين هذه الجملة من باب المبالغة والتنظير، بل قصدها بمسؤولية وتعمدها لغاية عسكرية. مرّ عليها كرسالة أبعد من مساحة فلسطين المحتلة وأخطر من مجرد جملة عابرة بالتأكيد فهمها الأميركي والأوروبي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى