حسن عليق: النشيد سياسي
انتشر نشيد سلام يا مهدي مواقع التواصل الاجتماعي وبات الشغل الشاغل لروادها. وفي مقابل الثناء على هذا العمل المنتشر في عدة دول عربية واوروبية وافريقية برزت عدة انتقادات محلية تتمحور حول التأثير السياسي للجمهورية الايرانية على لبنان.
وتعليقا على هذا الموضوع، كتب الصحافي حسن عليق على حسابه الفيسبوكي ما يلي:
” لا. هذا ليس نشيداً دينياً خالصاً. هيدا فِعل سياسي لجماعة لا حدود فاصلة واضحة لديها بين الدين والسياسة. هذا فِعل سياسي يعبّر عن هوية لا تزال تبدو في طور الولادة، رغم أن عمرها ١٤ قرناً في العموم، وأنها تبلورت سياسياً منذ نحو ٧٠ عاماً في لبنان (مع عودة السيد موسى الصدر)، وقبل أكثر من أربعة عقود في غرب آسيا (مع انتصار الثورة الإسلامية في إيران). هذا النشيد هو فِعل سياسي، تماماً كإحياء عاشوراء من دون نزع السياسة منها، وكزيارة الأربعين، وكمجالس اللطم الحسينيّ من تخوم الهيمالايا في أعالي كشمير الهندية إلى ساحل البحر المتوسط، وامتداداتها في الأميركيتين وأوروبا وافريقيا.
هذا النشيد هو فِعل سياسي لجماعة من الشيعة شديدة التمسك بأوطانها وفق تقسيمات ما بعد الاستعمار، لكنها في الوقت عينه لا تعترف تماماً بالحدود. تمارس السياسة بعقلانية مفرطة، وبجنون متى رأت أن السياف قد عاد ليحصد بقية السيف.
هذا النشيد هو فعل سياسيّ لجماعة مُقاتِلة، ترى نفسها والعالم بعين دينية – سياسية. هذا نشيد سياسي. وهذه السياسة هي مكوّن أساسي من مكوّنات هويتكم. فلماذا يخجل البعض كلما قال أحد “إنكم تُدخلون السياسة في عقول أطفالكم”، ويردّون تبريراً: لا هذا ديننا.
أجيبوه بأن بلى، هذه سياستنا، وهي ديننا، ونسقيها لأطفالنا من لحظة يولدون، ونعلّمهم الافتخار بهويتهم وطقوسهم.
وقاحة بعض السفهاء وصلت إلى حد استعدادهم للاحتجاج على مشاركة الأطفال في الصلاة، اذا كان إمام الجماعة يدعو لمقاومة الأعداء.
هذا نشيد أراه جميلا. ويعبّر عن هوية عابرة للحدود. ملاحظتي الوحيدة على نسخته اللبنانية هي في المبالغة في تفخيم حرف الألف في بعض المواضع، لا أكثر.”