تهديد تربوي وانصياع مبدئي
تحت عنوان “عاجل وضروري”، عُقد اجتماع، الخميس الفائت، عبر الزوم لمدراء ورؤساء المدارس في بيروت وبعبدا والمتن وكسروان وجبيل، بدعوة من رئيسة دائرة الامتحانات الرسمية ورئيسة المنطقتين التربويتين في جبل لبنان وبيروت أمل شعبان من أجل البحث في موضوع مراقبة الامتحانات الرسمية، نظرا للحاجة الى معلمين من القطاع الخاص لضمان سير الامتحانات.
ولكن يبدو ان هذا الاجتماع لم يمر مرور الكرام، بعد فيديو مسرّب للمدير العام للتربية، رئيس اللجان الفاحصة في الامتحانات الرسمية، عماد الأشقر، الذي هدد المشاركين في الاجتماع بنقل طلاب المدارس الخاصة إلى أماكن بعيدة، فعلى سبيل المثال يأخذ طلاب كسروان إلى بعقلين والضاحية الجنوبية وغيرهما من المناطق، ما لم يشارك الأساتذة من المدراس الخاصة في أعمال المراقبة في الامتحانات.
وقال: اساتذة القطاع الرسمي آخر همهم، ولم يعد لدي اي حلول، ولا يوجد اساتذة تغطي في كل الاماكن، وسأحصر المراكز، لا تلومونا. ودعا مدراء المدارس الخاصة الى اجبار اساتذتها على المشاركة في الرقابة، وليس مقبولا الا يشارك احد.
اللغة التهديدية لمدير التربية، لم ترق لعدد من مدراء واساتذة المدارس، خصوصا وانهم ليسوا على علم بواقع الوزارة، مستغربين اللجوء الى النبرة الحادة، في المقابل امين عام المدارس الكاثوليكية في لبنان الاب يوسف نصر تحدث بلغة تهدوية، مشددا على ان “الهم الاساسي لدينا هو اجراء الامتحانات الرسمية”.
وفي حديث الى وكالة “اخبار اليوم”، شرح نصر ان موضوع الامتحانات الرسمية هو مسؤولية وزارة التربية، في حين ان القطاع الخاص هو شريك في تحمل هذه المسؤولية، “لان طلابنا ايضا يتقدمون اليها”. لكن الشهادات الرسمية تبقى من مسؤولية وزارة التربية التي تنظمها وتؤمن كل المستلزمات لحصول الطلاب عليها، وبالتالي من واجب الدولة ان تفسح المجال امام كل طالب وتعطيه الحق في التقدم الى الشهادة الرسمية، كما اننا في القطاع الخاص لا نتقاعس ابدا عن القيام بواجبنا فالمسؤولية مشتركة، لكننا نحن بحاجة ان نعرف ما هي الحاجة وما هو الواقع حتى نتحمل مسؤوليتنا.
وردا على سؤال حول موقف الاشقر، قال نصر: لم نكن على علم بهذا الواقع الذي تحدث عنه الى ان تكلم بهذه الطريقة وعبر عن الحاجة بهذا الاسلوب، لكن المهم بالنسبة الينا هو اجراء الامتحانات الرسمية واعطاء هذا الحق لكل تلميذ، اما ما تبقى فهو تفاصيل نتحدث عنها لاحقا، مكررا الاهم اعطاء هذا الحق للطالب وعدم التذرع باي شيء لعدم اجراء هذه الامتحانات.
وهل حصلت استجابة من قبل المدارس الخاصة؟ اجاب نصر: لم نكن نحن بحاجة الى هذا التصريح كي نقوم بواجبنا، بل نبدي الاستعداد لتحمل المسؤولية في اي وقت، نحن شركاء، ولم نكن على دراية من الامر، مشيرا الى انه ليس فقط المدارس الكاثوليكية معنية بل كل المدارس الخاصة، حيث يضم القطاع حوالي 40 الف طالب يتقدمون الى الشهادات، مشددا على ان كل القطاع الخاص هو مدعو لتحمل مسؤوليته ضمن منطق الشراكة مع وزارة التربية، كاشفا ان الحركة بدأت على هذا المستوى انطلاقا من هذه الشراكة وتحمل المسؤولية لان طلابنا “بالدق”.
وفي هذا السياق، اشار نصر الى ان الشراكة بين القطاع الخاص ووزارة التربية تحتاج الى مأسسة وترجمة بطريقة آلية ممكننة حتى نعرف ما علينا من مسؤوليات وما يتوجب علينا.
وختم: القطاع الخاص يشكل 80% من القطاع التربوي وليس 70%، ومستعدون لتحمل المسؤولية لكن علينا مأسسة ومكننة هذه الشراكة حتى نتحمل مسؤوليتنا دائما وفي كل حين وفي كل المجالات.
اللواء