أخبار لبنانية

أزعور.. مرشح تحد

أجواء سلبية أذاعها “حزب الله” حول احتمال توافق المعارضة مع التيار “الوطني الحر” على ترشيح مدير دائرة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي جهاد أزعور، بعدما صدر موقفان عن النائب محمد رعد ونائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم، اعتبرا في خلالهما أن أزعور يُشكّل مرشّح تحدٍّ بوجه سليمان فرنجية، ودعيا المعارضة إلى “الحوار” من جديد من أجل التوافق على انتخاب رئيس.

ليست المرّة الأولى التي يرفض فيها “حزب الله” طروحات المعارضة، ويدعو فيها إلى الحوار لانتخاب رئيسٍ، بل سبق له أن رفض طرح اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون في وقت سابق وأسماء أخرى، بعد أن واجه ترشيح ميشال معوّض، وكأنّه يرفع شعاراً واحداً، “إما سليمان فرنجية أو لا أحد”؛ وهو لا يُريد من ممانعة أزعور والحوار الذي يدعو إليه إلّا فرض مرشّحه.

“التقدمي” يُقارب الموضوع من منطلق واقعي وفق وصف رئيسه وليد جنبلاط، ولا يرغب في تحويل جهاد أزعور إلى “ميشال معوّض 2″، وبالتالي تكرار سيناريو التحدّي والتعطيل الذي استمرّ 11 جلسة، بل يُريد إحداث توافق نسبيّ على اسم مرشّح يرى فيه القدرة على انتشال البلاد من أزماتها وإعادتها إلى السكّة الصحيحة.

أمين سر كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب هادي أبو الحسن يؤكّد أهمية توافق المعارضة مع التيار “الوطني الحر” على ترشيح جهاد أزعور، لكنه في الوقت عينه يُشدّد على ضرورة أن يكتمل ترشيح الأخير بحدٍ أدنى من الإجماع على اسمه.

وفي حديث لـ”النهار”، يقول: “أزعور نفسه لا يُريد أن يكون مرشّح تحدٍ، وهذا ما نرفضه نحن أيضاً، ولا نُريد الاصطفافات مجدّداً. وفي حال لم يحظَ الأخير بالحدّ الأدنى من الاجماع، فإن تجربة ميشال معوّض ستتكرّر لأن داعمي أزعور غير قادرين على تأمين النصاب، والثنائي الشيعي سينسحب من الجلسة في حال تمّ تأمين 65 صوتاً له”.

ويتابع في السياق نفسه: “ثم إننا لا نرغب في وصول رئيس بـ65 صوتاً فقط، لأنّه لن يكون قادراً على الحكم، وستتعطّل الحكومات ومجلس النواب أيضاً”. في هذا السياق، من الضروري التذكير بميشال عون وعهده، إذ كان رئيس تحدٍ ومواجهة، فلاقى معارضةً من قبل معظم القوى السياسية، مما أدّى إلى حروب سياسية لم يدفع ثمنها سوى اللبنانيين.

ويتطرّق إلى الجو السلبي لدى الثنائي الشيعي لجهة أزعور، ويسأل: “ماذا يُشكل الأخير خطراً على المقاومة؟”، معتبراً أن أزعور “شخصية تتمتع بالكفاية، وبعلاقات إقليمية ودولية، وبالتالي يُشكّل فرصةً لإعادة لبنان إلى السكّة الصحيحة”، داعياً هذا الفريق إلى “الإقلاع عن محاولات فرض مرشّحه والاقتناع بالحوار الجدّي”.

ويُشدّد أبو الحسن على وجوب تكثيف محاولات إقناع مختلف الأطراف بترشيح جهاد أزعور، وذلك بحوار يُبدّد الهواجس، ويردّ على فرضيّة انتظار الخارج، ثم يسأل: “لماذا انتظار الخارج في ظلّ الظروف الصعبة التي يعانيها جميع اللبنانيين؟”

من منظار واقعي، فإن “التقدمي” يُريد موافقة الثنائي الشيعي على أزعور من أجل إنجاح ترشيحه، لأنّه على يقين بأن الرفض سيؤدّي إلى تطيير جلسات الانتخاب، ويرمي الكرة في ملعب هذا الثنائي بعد قطع المعارضة و”التيار” شوطاً كبيراً في تأييد الترشيح الذي لا يُشكّل تحدياً لأحد، لا بل قد يكون فرصة لعهد سياسي مستقر نسبياً مقارنة بأسماء أخرى محسوبة على أطراف، كمعوّض أو فرنجية.

 

 

 

 

 

 

 

النهار

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى