متفرقات

حدث في ذكرى التحرير: أبشر بالنصر القريب

بقلم الاعلامي والناقد الادبي جهاد أيوب

إنهم إكسير الأرض، ذهب البطولات، أسياد القرار، عنفوان الماء وتواضع المنتصر. إنهم النظرات الثاقبة، الترحيب والطيب، التصرف الرحيم وعرين جنود الملائكة…

وهذا ما وصلنا خلال المناورات الميدانية العسكرية التي نظمها وأدارها حزب الله والعلاقات الإعلامية بمناسبة ذكرى عيد المقاومة والتحرير، وبدعوة كريمة من اللقاء الإعلامي الوطني، وبحضور أكثر من 800 شخصية إعلامية غربية وعربية ومحلية في منطقة “عرمتى” الجنوبية، وتحديداً في عرين ” كسارة العروش – جبل الجرمق “، وبمشاركة أكثر من 1000 راية شاب من جنود الله الجاهزين للمواجهة.

هذا العرين ذو الطرقات الوعرة والأرض المتعبة هو الشاهد على نبض دماء الشهداء وأنفاس الصابرين، وعلى أجيال تسلم الراية والكفن إلى أجيال، وأرواح ترفض الخنوع وتصنع الإنتصارات كي يبقى الوطن والإنسان.

المناورة أظهرت التقنية العالية، الجدية في الأداء، الحسم في الإدارة، التنظيم الدقيق وسحر اختزال الزمان والوقت كي نسترجع أرضنا العربية من أيدي العدو الصهيوني المحتل.

بهذه البصمة كان الكتاب الذي حفظناه من المناورة الميدانية بما حملت من مسارات عسكرية ردعية محققة في عروض من لحم ودم، شاهدناها خارج أفلام الخديعة، بل جاءتنا عبر الجسد القوي المتمرس مع التخطيط والفكر الفعلي. هي رسائل بدنية في جسد لا يتعب، وسمراء تعشق أشعة الشمس، وتتصالح مع نارها حتى غدت سمراء المقاومين هي النار الحارقة للعدو.

وما قدم من عروض الدراجات النارية هي جزء من الدفاع وليست لعبة لشباب غير مسؤول، كما معادلات الدفاع المحكم في فعل ودقة القناصة التي ظهرت مع المدفعية ورماية لا تعرف الخطأ.

وما بالك بالسواتر التشبيهية لمعسكرات العدو التي دُمرت بصواريخ رُميت فأصابت الحدث الذي يشبه المعركة الحقيقية. فكان العمل الحربي الحريف ضد الكيان المؤقت… حينها لم نعرف مصدر إطلاق الرصاص والصواريخ على الكمين المحدد، وكيف تنشق الأرض فيخرج منها ملائكة العسكر حيث اقتحام الحواجز، وعمليات أسر، واقتحام مستعمرة “الجليل” في وقت زمني لا يصدق…

اما السماء فغدت سجادة الطائرات المسيرة، وتحولت معها الى خيمة من حديد.

كل ما سبق ينضوي تحت راية من لحم ودم… إنها راية وطن المقاومة في السماء… رجال الله يسبحون بثقة في سجادة الأرض وما تحتها نسور السماء يحلقون دون أن نراهم. أثبتوا أن عدوهم أوهن من بيت العنكبوت.

التنظيم سيد الموقف، واستوعب بجهوزية عالية كاملة هذا الكم الكبير من صحافيين عرب وغربيين. الخبرة فرضت الدهشة، ورغم انها قدمت القليل من قدرات وجهوزية عسكر الملائكة، من المستحيل بعد هذا أن يرتكب العدو حماقة.

نحن ابناء الوطن ندرك أن العدو يراقب، يسجل ما حدث وما نشاهد، وأُصيب بما أصاب الصديق ومن يتحركش في الداخل. العدو أخذ العِبر من رسائل رسمت شكل المعركة المقبلة، قدرات واضحة، ذكاء في استخدام القوة ومناورات فيها دهشة البصر وتحريك الفكر في استيعاب التحليل العسكري من أجل ترسيخ معادلات الردع. إبهار وقع عند غالبية الحضور خاصة الإعلامي الغربي وتحديداً الأميركيين المتواجدين.

عفواً فعلها رجال الله… إنهم ملائكة العسكر حيث وعد الله بهم، وعد الله بالنصر، وحينما المقاومة تختزل الزمان.

أبشر بالنصر القريب، هذا ما وصلنا من مناورات المقاومة في كسارة العروش.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى