متفرقات

إسرائيل تتحدى وتعري زعماء العالمين العربي والإسلامي!

!

بقلم الوزير الاسبق د.عدنان منصور
لم تكن اسرائيل لتجرؤ في تماديها في ارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين،
وانتهاكاتها المتواصلة للمسجد الاقصى، وممارسة عربدتها عبر عناصر عصابات جيشها الارهابي، غير عابئة مطلقا بدول وحكام وزعماء العالم العربي والاسلامي،
لولا أنها تعرف مسبقا نوعية معدنهم،ومدى نخوتهم وكرامتهم واحساسهم،
والتزامهم، وتفاعلهم الهزيل مع القضايا التي تتعلق وتمس مباشرة، “وجدانهم” القومي و”حسهم” الديني والإنساني.
لقد خبرت “إسرائيل” جيدا مدى ردالفعل للعالمين العربي والاسلامي، عندما اقدم دنيس مايكل استرالي الجنسية أثناء زيارته لفلسطين، على اشعال النار في الجامع القبلي للمسجد الاقصى،
يوم 21 ٱب 1969، حيث التهم الحريق جزءا مهما منه.في حين أن اسرائيل وخلافا للحقيقة، ادعت أن مايكل يعاني ضربا من الجنون.
في نفس يوم الحريق ، عمدت اسرائيل على قطع المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد، كما أن سيارات الإطفاء الاسرائيلية التابعة لبلدية القدس، تعمدت التأخير حتى لا تشارك في عملية الاطفاء، مما دفع بسيارات الإطفاء العربية في الخليل ورام الله للمساهمة في إخماده .
كالعادة أستنكر زعماء العالمين العربي والإسلامي وأدانوا الجريمة وحملوا اسرائيل المسؤولية !
نتيجة لتداعيات الجريمة ، تأسست منظمة المؤتمر الإسلامي التي كان صاحب فكرتها الملك فيصل بن عبد العزيز،حيث عقد مؤتمر القمة الإسلامي الأول بين 22 و 25 ايلول من عام 1969.
منذ ذلك التاريخ، واسرائيل لم تتوقف عن انتهاكاتها للمسجد الاقصى، متجاوزة كل الحدود، وغير عابئة بردود الفعل الهزيلة للعالمين العربي والإسلامي. إذ ظلت اسرائيل تمارس استفزازاتها،
وطغيانها،وجرائمها، التي وصلت الى ذروتها بحق الفلسطينيين، والمقدسيين، والمسجد الاقصى بالذات.فيما العديد من الدول العربية والإسلامية تنبطح أمام اسرائيل ، وتندفع لتقيم العلاقات الدبلوماسية،
وتطبع معها وكأن شيئا لم يكن.
ما تقوم به دولة الاحتلال اليوم من تعديات وانتهاكات صارخة في المسجد الاقصى، لهو عار ما بعده عار في جبين الحكام والزعماء في العالمين العربي والاسلامي، من المتخاذلين، والمتواطئين،
والمهرولين،
والمطبعين،
واللاهثين وراء العدو.
لكل هؤلاء نقول: الا تستحق منكم فلسطين، والمسجد الاقصى وقفة إباء وعز وكرامة ولو لمرة واحدة؟!
اسرائيل تتمادى، لأنها تعرف مسبقا مدى ردود فعل اصحاب الشأن، وهي التي خبرتهم وعجنتهم جيدا، حجم كرامتهم، ونخوتهم، وايمانهم، والتزامهم بقضايا أمتهم ، وبالذات قضية فلسطين ومسجدها الاقصى.
الا يستدعي بعد كل الذي جرى ويجري من جرائم ضد الانسانية، ترتكبها يوميا دولة الاحتلال الصهيوني بحق الأمة ، وبحق الشعب الفلسطيني، والمقدسات الإسلامية
والمسيحية، ان يقف الزعماء العرب والمسلمين وقفة الرجال،واتخاذ القرارات المشرفة التي تليق بكرامتهم،ومكانتهم، وعزتهم، وشرفهم وشرف امتهم ، من خلال قطع العلاقات مع اسرائيل باشكالها كافة ، وفرض العقوبات عليها ، بدلا من ان تذلهم، وتهينهم، وتحجمهم وتقزمهم في عقر دارهم كل يوم، بعنجهيتها، وغطرستها، وتمردها واستخفافها بهم وبالمجتمع الاممي، والقانون الدولي!
إن لم يتحرك العرب اليوم، وهم الذين يمتلكون كل مقومات القوة والتأثير ،لوضع حد للاحتلال الاسرائيلي وممارساته العدوانية وجرائمه العنصرية،
فمتى يستفيقوا من غفوتهم، وتدب فيهم النخوة والشهامة، بعد أن مرغت “إسرائيل” أنوفهم في ساحات الاقصى، بعصابات جنودها، تدق الارض، تلوث، تدنس، تختال،
تستفز،تتحدى،وتلقن الدرس تلو الدرس للعالمين العربي والاسلامي لتقول لهم: أنا هنا ! فأين رجالكم يا أشباه الرجال! استنكروا متى ما شئتم، ادينوا متى اردتم، صرحوا كيف ما رغبتم، اصرخوا كما يحلو لكم،فاستنكاراتكم،
وإداناتكم،
وتصريحاتكم وصراخاتكم،لا تغدو عن كونها فقاعات صابون، أو كالزبد الذي يتبدد على الصخور !

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى