نداء من قبلان إلى الراعي
اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان ان ليس من مصلحة المسيحيين والمسلمين منع التسوية الرئاسية وهدم مشروع الدولة ونحر الشراكة الوطنية ومقاطعة مجلس النواب وتعطيل مجلس الوزراء والتعامل مع انتخاب رئيس الجمهورية بنزعة “غالب ومغلوب”، والقضية أكبر من ساعتين ووقتين وشغور مركز رئاسي، والخطورة بالغة ولبنان على جمر، ومشروع الدولة مصلوب، والجحيم على الأبواب، والألغام بكل ناحية، والفتنة تتجوَّل، وفتيل المذبحة الوطنية يتغذَّى بالنار الطائفية والخرائط الدولية، وواشنطن تاجر دم، والإسرائيلي موجود بقوة، والأوروبي يريد لبنان مستودع موتى ولاجئين، واللعبة الدولية الإقليمية مغامرة قذرة ليست بصالح أحد في هذا البلد، وحين يقع الدم لا متاريس ولا سواتر تنجي هذا البلد من أم الكوارث وطاحونة المقابر.
وأضاف ان الثابت بضرورة التاريخ والأرض وواقع الحاجة الوطنية هو التالي: لا متاريس، ولا تقسيم ولا دويلات، والضرورة الوطنية تلزم اللبنانيين بضرورة حماية مشروع الدولة وإنقاذه من أي فتنة دولية محلية مهما كان الثمن، والإسرائيلي والأميركي وجماعات إقليمية دولية لا يجيدون إلاَّ لعبة الخراب، وأوكرانيا خير دليل على ذلك.
فوجه نداء الى غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي مفادها ان “لبنان ينتظركم، وإخراج البلد من كارثة التعطيل السياسي وسرطان القطيعة ينتظركم، وأم الكوارث بطريقها إلينا بل باتت بيننا، والتسوية الرئاسية المقبولة وطنياً تنتظركم، والقطيعة قطع للبنان، والتقسيم تفجير، والطائفية تدمير، والرؤوس الحامية أسوأ خطر على لبنان وشراكته الوطنية، والإصرار على “نحن وأنتم” هدم لآخر حجارة هذا البلد المطوّق بسكاكين العالم، فالعجل العجل لأن لبنان يقوم بوحدته الإسلامية المسيحية وشراكته الوطنية وإلا اشتعلت نار المذابح، وخيانة لبنان خيانة للرب ولشعب هذا البلد المنهك، فتداركوا لأن اللعبة الدولية وأوكار السفارات وسواتر مفوضية اللاجئين وجماعة الخرائط باتوا بالعلن، ولبنان على مفترق أخطر طريق على الإطلاق، ولا ينجينا من هذه الفتنة الصماء العمياء إلا تسوية رئاسية وطنية وتضامن وطني واسع بحجم إنقاذ لبنان، والخطر كل الخطر يكمن ببعض الرؤوس الحامية التي تعتقد أن مزيداً من القطيعة السياسية ومنع التسوية الرئاسية يعني تمزيق لبنان على طريقة الكانتونات رغم أن ذلك يضع لبنان بقلب الخراب. حمى الله لبنان من فتنة أهله لأن نار الخراب تلوح بالأفق”.