هل ينتقم باسيل سياسيا؟
رأى الكاتب والمحلل السياسي يوسف دياب في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “باسيل يشعر للمرة الأولى أنه ليس الحاكم بأمره في البلد منذ أن انقلبوا على حكومة الرئيس سعد الحريري سنة 2011، وشكلوا حكومة اللون الواحد برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي. منذ ذلك الحين وهو حاكم بأمره من خلال رئاسة الجمهورية وتحالفه مع حزب الله. اليوم بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، يشعر باسيل أنه فقد السيطرة على القرار في البلد، وبالتالي، انتقل من مرحلة ادعاء مركزية القرار الى مرحلة ادعاء المظلومية، وأن كل الأطراف تكتلت ضد هذا الفريق المسيحي لتستهدف الوجود المسيحي كاملاً. هذه الأعذار لم تعد تنفع حتى مع حليفه الذي لم يعد بإمكانه تأمين الغطاء له في كل المحطات السياسية. معركة باسيل اليوم مع كل اللبنانيين. معركة بين الواقع والشواذ. وأول محطة من محطات انهزام باسيل بدأت تتبلور، والحزب لا يريد أن يستمر في حمل عبئه في المرحلة المقبلة لأنه بات مكلفاً الى حد كبير”.
واعتبر أن “باسيل يحاول رد الصفعة الى الحزب عبر خيارات معينة، لكنه لن يذهب الى منحى تسمية معوض، ويفضل أن يبقى في موقع المعارضة على أن يسمّي أي خصم سياسي له سواء فرنجية أو معوض أو حتى قائد الجيش. لن يذهب الى المواجهة مع الحزب بل لا يزال يحاول المقايضة لأنه اذا لم يصل الى الرئاسة أو لم يتمكن من ايصال رئيس من محوره، فيريد أن يحصل من الرئيس المقبل على ضمانات، وأي مرشح حالي لن يلتزم بهذه الضمانات أي بعدم فتح ملفاته أقله في وزارة الطاقة، وبالتعيينات في الفئات الأولى وفي السلك الديبلوماسي والأمني والعسكري، وحماية مكتسباته التي ثبتها خلال العهد السابق. نستبعد الذهاب الى خيار معوض، لكن لا ندري إن كان يحضر لشيء يفاجئ الجميع”.
أما الكاتب والمحلل السياسي بشارة خير الله، فأعرب عن اعتقاده أن “باسيل لن يذهب الى حالة انتقامية، ويسمّي معوض رداً على مشاركة الحزب في الجلسة الوزارية انما يمكن أن يفتح الباب على المعارضة بطريقته الخاصة ويتوافق معها على شخصية أخرى غير النائب معوض الذي لن يقبل به كرئيس. وهكذا، تحصل عملية جراحية انقاذية للبلد، ويأتي الرئيس بنوع من الاجماع المسيحي، وبغطاء سني”، مشدداً على أن “جلسة مجلس الوزراء دستورية ولا تشوبها أي شائبة، ومن يعترض عليها، فليطبق الدستور، وينتخب الرئيس ولا يعطل جلسات انتخابه”.
وأشار الى أن “العلاقة بين الحزب والتيار ستعود الى طبيعتها بحيث أن باسيل حاجة للحزب، لكن هناك ضرورات أهم من هذه العلاقة، وهذا ما حصل في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة. الانتكاسة هي للتيار الذي يشعر أنه متروك، لكنه يدفع ثمن رهانه على الحزب الذي لا يمكن أن يحيد عن مصلحته لأي كان”، مؤكداً أن “الحزب يريد مرشحاً يرتاح له لتخفيف أعباء المقاطعة الخارجية عنه، وهو لن يعارض رئيساً لديه علاقات مع الغرب لأنه هو نفسه على علاقة معه والا ما كان حصل الترسيم البحري”.