بقلم الصحافي والمحلل السياسي سمير سكاف
يحصل التطبيع بين لبنان واسرائيل عند توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بينهما! فالكثيرون يعتبرون أن الاعتراف بحدود دولة ما هو اعتراف بوجودها. والاعتراف هو تطبيع! أما الانتصارات الوهمية فهي شد عصب مذهبي ليس أكثر! ولكن، هل ما يحدث يتخطى التطبيع فعلياً الى اتفاق سلام غير معلن؟!
وبمعزل عن حسابات الربح والخسارة، أي ربح دولة اسرائيل المباشر وخسارة لبنان المباشرة في المفاوضات، تحت عنوان “أفضل الممكن”، فإن إسرائيل ستبدأ استخراج غازها من حقل غني وستحصد مليارات الدولة، مقابل انتظار لبنان حوالى 5 سنوات ليكتشف ما إذا كان حقل قانا قادراً بأعجوبة على تحويل المياه الى غاز! لبنان ربح “سمك بالبحر” ليس إلا! و”عيش يا كاريش…”! وطبعاً، أصبح الخط 29 في خبر كان!
إن حكومة العدو تتحدث عن انتصار وعن ضمان أمن الحدود مع لبنان. والطرف اللبناني يتحدث عن “انتصار في النكبة”! وبمعزل عن “توقيع سلام”، لن يتحقق في الزمن القريب حتى انتهاء أزمة الشعب الفلسطيني، فلا ضير أن يعيش اللبنانيون بسلام، مطمئنين أن العدو لن يقوم بالاعتداء عليهم! فهل الوساطة الأميركية تضمن أمن الطرفين؟ إذ لا يمكن لأي من الطرفين أن يقوم باستثمار حقوله من دون ضمان عدم اعتداء الآخر! ويجب على اللبنانيين إذًا ضمان أمن إسرائيل خمس سنوات على الأقل حتى يضمن لبنان انطلاق استثماراته، ويدخل “التجربة الفنزويلية والعراقية”! كما يجب على اسرائيل ضمان أمن لبنان كي لا تُعرِّض استثماراتها الغازية للخطر. أليس ما يحصل إذًا سلاماً؟! وهذه ليست تهمة، بل مجرد ملاحظة!