أخبار دولية

زيارة بن زايد: دعم لبوتين أم ابتزاز لبايدن؟

منذ بداية حرب أوكرانيا في شباط الماضي، لم يُخفِ رئيس الإمارات محمد بن زايد، وقوفه ضمناً إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من منطلق  ابتزاز الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي يسود التوتّرُ علاقتَه به، منذ تَسلّم الأخير السلطة في كانون الثاني 2020.

فزيارة رئيس الإمارات محمد بن زايد، لروسيا، ولقاؤه الرئيس فلاديمير بوتين، تندرج  في خانة محاولة ابن زايد المتجدّدة ابتزاز الأميركيين، عن طريق المساهمة في فكّ «عزلة» بوتين، في ما يمكن اعتباره امتداداً لِمَا حدث في «أوبك بلس»، حين اتّفق أعضاؤها على خفْض الإنتاج بواقع مليونَي برميل يومياً، مثيرين حالة هستيريا في الولايات المتحدة التي لا تزال تتدارس كيفية الردّ على «الانحياز» الخليجي، وبالتحديد السعودي – الإماراتي، إلى جانب روسيا في حربها مع أوكرانيا.

وحين يتعلّق الأمر بالانعطافات الكبيرة، فإن مَن يجلس في مقعد القيادة هو ابن زايد، ويتبعه وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، منذ أن احتلّ الأخير منصبه في عام 2017، نتيجة مَكيدة ساهم فيها الأوّل عبر سفيره في الولايات المتحدة، ومنذ تسلُّم بايدن الرئاسة في كانون الثاني 2020، كانت علاقاته مع قادة الخليج متوتّرة غالباً. وحين بدأ مسعاه لإصلاح تلك العلاقات بعد ارتفاع أسعار النفط وتسبُّبها بموجة تضخّم في الولايات المتحدة أثّرت على شعبيّة الرئيس والديموقراطيين، لم يجد استجابة من ابن سلمان وابن زايد اللذَين أفادت تقارير أميركية بأنهما رفضا حتى الردّ على اتّصالات هاتفية من الرئيس الأميركي. وكان اتّخاذ موقف متمايز من الحرب في أوكرانيا، من الرجلَين اللذين رفضا إدانة الهجوم الروسي، رسالة إلى بايدن، بأن الولايات المتحدة إذا أرادت منهما الاصطفاف إلى جانبها في تلك الحرب، فعليها أن تقف إلى جانبهما وتُدافع عن نظامَيهما

على خلفيّة ذلك، يتّهم الغرب، الإمارات، بمساعدة كبار رجال الأعمال الروس الموالين لبوتين، على التهرّب من العقوبات عبر السماح لهم بتملُّك عقارات وإخفاء أصول أخرى في الدولة. ويواجه نائب رئيس الوزراء الإماراتي منصور بن زايد، احتمال إجراء تحقيق حول هذه المسألة من قِبَل وزارة الخارجية البريطانية. ويمكن لهذا التحقيق إذا تمّ السير فيه، أن يمتدّ ليشمل هجرة سابقة للحرب على أوكرانيا، كان الكثير من المتموّلين الروس قد بدأوها إلى دبي لتهريب أصولهم من أيّ عقوبات محتملة. أيضاً، يتحسّب ابن زايد حالياً لاحتمال ردّ أميركي على ما جرى في «أوبك بلس»، في اليمن، حيث تخوض السعودية والإمارات حرباً خاسرة، وتُعتبر الأخيرة بالذات خاصرة رخوة لتحالف العدوان، وفق ما أظهره قصف «أنصار الله» للعمق الإماراتي الذي كاد يهشّم أمن تلك الدولة الزجاجي، لولا أن أبو ظبي رفعت يدَيها يومها عن المشاركة في الحرب. في ذلك الحين، أخذ ابن زايد على بايدن ترْكه وحيداً من دون حماية، وعدم المسارعة إلى نجدته وحتى عدم الاتّصال به هاتفياً بصورة فورية، الأمر الذي عولج لاحقاً بزيارة قامت بها نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، في آذار الماضي، لتقديم العزاء بوفاة الرئيس الإماراتي السابق خليفة بن زايد، والتبريك لمحمد باعتلائه المنصب.

 

 

 

 

 

الأخبار

 

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى