عناوين الصحف

تداخل التواريخ لا يعني النتيجة ذاتها

تتداخل في الأسبوع المقبل التواريخ والأرقام، بين 13 تشرين الأول والرئيس ميشال عون والنائب ميشال معوض وقصر بعبدا ورئاسة الجمهورية واتفاق الطائف. تكاد للحظة تعتقد أن التاريخ توقّف عند ثمانينيات القرن الماضي، قبل أن تصحو وتنتبه إلى أنّ فارقاً أساسياً في الشكل هو أن معوض هو ميشال رينيه معوض وليس والده، الذي استشهد رئيساً في ذلك الزمن، فيما ابنه لا يزال مرشحاً للرئاسة. أما في المضمون، وإن كان ميشال عون هو نفسه، فحينها كان رئيس حكومة عسكرية مشكوك في شرعيتها، فيما ميشال عون اليوم رئيس منتخب بشرعية كاملة مكتملة. وإن كان 13 تشرين شهد خروج العماد من بعبدا بالقوة، تحت ضربات جيش الاحتلال السوري، فهو اليوم لن يخرج من قصر بعبدا في هذا التاريخ جسدياً، إنما يمكن أن يخرج معنوياً، وبرضاه الكامل، في حال نجح مجلس النواب بانتخاب رئيس جديد. يبقى الفارق – التشابه في الظروف القائمة. فالفارق أن البلاد كانت ترزح تحت حرب عسكرية وقصف ودمار وقتل، وهو ما لا يحدث اليوم؛ أما التشابه فهو أن الانقسام العميق والحادّ بين الشعب اللبناني لا يزال نفسه، لكن من دون حرب وقصف، وإن تغيّر الاصطفاف فالانقسام لا يزال عينه.

أما الثابت والمستمرّ فهو اتفاق الطائف، الذي لا يزال يطالب حتى الساعة جزءٌ من اللبنانيين بتنفيذه فوراً باعتباره الحلّ، فيما جزء آخر لا يزال يرفضه، وإن صرح في العلن أنّه معه ويؤيّده.

هذا في التواريخ والأسماء. أما في الواقع، فإن 13 تشرين لن ينتج رئيساً جديداً يُخرج عون من القصر، ولو افتراضياً أو معنوياً، ولا معوض انتخب أو سينتخب، وذلك لاستمرار الانقسامات التي أصبحت جزءاً لا يتجزّأ من مسار تاريخ لبنان.

وبحسب آخر المعطيات، يتّجه “التيار الوطني الحر” إلى مقاطعة جلسة 13 تشرين الأول، لأنها تمسّ عدداً كبيراً من اللبنانيين، خصوصاً التيار الوطني الحرّ.

وبحسب مصادر “التيار”، فإنّ تحديد الجلسة في هذا التوقيت بالذات، بعد تحديد جلسة سابقة في يوم ذكرى استشهاد الرئيس بشير الجميل، وقاطعها التيار أيضاً احتراماً لرمزيتها في الوجدان اللبناني والمسيحي خصوصاً، ليس بريئاً؛ وكأن هناك من يريد أن يوجّه رسائل إلى مكوّن أساسيّ لبنانيّ، وعلى جميع من يشكّل هذا المكوّن الرّد عليها بالطريقة المناسبة، وكما فعل في المرّة السابقة، بغضّ النظر عن الخلاف والتباعد السياسيّ.

وعمّا إذا كانوا يتوقعون تضامناً معهم من الحلفاء أو الخصوم السياسيين، خصوصاً المسيحيين، رأى المصدر أنّ أيّ إجابة في هذا الوقت تكون غير واقعية، وتستند إلى توقّعات، خصوصاً أننا لم نتبلّغ أيّ تضامن أو رفض لموعد الجلسة من أحد.

وختم المصدر بالسؤال عن المغزى الحقيقيّ من تحديد جلسة معروفة النتائج سلفاً؛ هذا إذا انعقدت في هذا التاريخ بالذات.

على المقلب الآخر، القوات والكتائب يؤكّدان أن موضوع حضور الجلسة لم يناقش، وبالتالي لا قرار لا سلباً ولا إيجاباً، مع لفت النظر إلى أن 14 أيلول هي ذكرى استشهاد في البداية، وليست حدثاً سياسياً. وثانياً، إن بشير الجميل هو رئيس جمهورية منتخب، من دون نفي التقدير لخطوة “التيار الوطني الحر” بمقاطعة جلسة 14 أيلول والاعتراف بأنه بسبب هذه المقاطعة سقطت الجلسة.

 

 

 

 

 

 

النهار

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى