إيطاليا ميلوني.. مختلفة تماما!
…
تؤكد تقارير دبلوماسية أن إيطاليا ميلوني ستكون مختلفة تماماً عما قبلها، وتحديداً في ما يتعلق بعلاقاتها الخارجية، وخصوصاً مع ألمانيا وفرنسا. وهذا ما ستكون له تداعيات على الاتحاد الأوروبي، وعلى روسيا، وعلى الشرق الأوسط بوصفه خزان الغاز الجديد. وإذا كانت روما قد سبقت باريس إلى الجزائر وحقول الغاز الإفريقية لتعويض نقص الغاز الروسي، فإن الشركات الإيطالية تمثل جزءاً من ائتلاف ثلاثي (إيطالي – فرنسي – روسي قبل إعلان انسحاب روسيا أخيراً) مكلف باستخراج الغاز اللبناني. ولا شك في أن حسابات إيطاليا ميلوني التي تعطي الأولوية للمصلحة الإيطالية لا تنسجم مع حسابات فرنسا التي تعطي الأولوية لحصار أميركيّ من هنا واسترضاء السعودية بعقاب جماعي للشعب اللبنانيّ من هناك.
ويشير دبلوماسي مخضرم إلى أنه بعد ولادة الاتحاد الأوروبي «بقي الألماني ينتمي إلى ألمانيا والفرنسي ينتمي إلى فرنسا، لكنهم أرادوا من الإيطالي أن يكون أوروبياً». واليوم، «بعد فوز ميلوني يعود الإيطالي إيطالياً أولاً». ومع استبعاد توقّع انعطافة حادّة في السياسة الخارجية الإيطالية، سواء مع روسيا أو في الشرق الأوسط، بسبب أولوية الهموم الاقتصادية الداخلية. إلا أنه، وفق مصادر دبلوماسية، «ليس بإمكان ميلوني أن تحقق انعطافة اقتصادية داخلية من دون تحوّل كبير في السياسة الخارجية». وفي هذا السياق، يتوقع أن تتبنّى ميلوني استراتيجية عمل مستقلة بالكامل عن «الهيمنة السياسية» الفرنسية و«الهيمنة الاقتصادية» الألمانية».
والمؤكد أن ميلوني، بحسب التقارير الدبلوماسية، لا تملك أجندة خارجية ولا حتى ملامح مشروع. لكن مواقفها المبعثرة هنا وهناك تفضح قناعاتها. وإذا ما ربطت هذه «النتف» بتوجهاتها في شأن الاتحاد الأوروبي والعلاقة مع ألمانيا وفرنسا والسعي لتحقيق مصلحة الإيطاليين أولاً، فإن تحولات كثيرة يمكن أن يشهدها «دور إيطاليا» في المنطقة، بدءاً من وظيفة المنظمات والجمعيات الممولة من الحكومة الإيطالية والاتحاد الأوروبي إلى مشاركتها في اليونيفيل، مروراً بشركة «الوكالة الوطنية للمحروقات» (ENI) التي تعمل في 85 بلداً، وكان يفترض أن يكون لبنان السادس والثمانين على قائمتها لولا أنها تضامنت مع «توتال» بالانسحاب من لبنان حين كانت فرنسا تقرر في السياسة والاقتصاد نيابة عن إيطاليا. علماً أن الشركة ازدهرت بفضل استثمارها قبل عقود في دول الاتحاد السوفياتي وليبيا وإيران، وهي شريك أساسي في حقول الغاز في مصر وقبرص.
الاخبار