متفرقات

هل ستطول موجة الحر؟

استمرار تدفّق الموجات الحارة نحو لبنان حتى ٧ ايلول

يظنّ الكثيرون انّ موجات الحر التي تتمدد من الصحاري الكبرى، اي من الربع الخالي في شبه الجزيرة العربية، وصحراء مصر والسودان وصحراء ليبيا والجزائر نحو المناطق الشمالية هي حالة غير طبيعية اذ قد شارفنا على بداية شهر ايلول. لكن الاب ايلي خنيصر يدحض هذه الفكرة ويقول أنه اذا عدنا الى السنوات الماضية وتصفّحنا درجات الحرارة التي سُجّلت صيفاً في جنوب اوروبا وشمال افريقيا والحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط، لوجدنا انّ السنوات ما قبل 2016 قد سجلت ارقاماً قياسة اذ لامست 46 درجة في البقاع ودمشق، و 35 ساحلاً مع رطوبة تخطت 85%، و 45 درجة بين اسبانيا وفرنسا وايطاليا دون ان تتراجع نسبة المياه في الانهر كما حصل هذا العام في غرب اوروبا.

وعن الشعور بقساوة الصيف هذا العام، يرجع الامر الى الوضع الاقتصادي المتردي. لا شك انّ الوضع الاقتصادي السيّء الذي يعيشه اللبنانيون منذ سنتين، يؤثر سلباً على التكيّف مع ظروف الطقس. ففي ظل غياب مادة المحروقات، وانقطاع الكهرباء، يفتقد الكل للمكيّفات والتبريد وبخاصة المياه الباردة، الامر الذي يسبب اجواءاً خانقة للمواطن.

ويضيف انه قبل الازمة المعيشيّة اعتاد الكثيرون ان يقضوا فصل الصيف في الخارج وعلى الشواطئ، والذين في منازلهم يتنعمون ببرودة المكيفات، فلم يكن تأثير الاجواء الحارة ملحوظاً مثل هذا العام.

غابت هذه العناصر الضرورية، عن اللبنانيين، في وقتٍ هبّت موجات الصحاري على المنطقة، فشعر المواطن بالخنيق وعدم تحمّل جوّاً حاراً اعتيادياً.

ويؤكد ان صيف لبنان والمنطقة، يُعتبر حتى الساعة اعتيادياً مقارنة مع السنوات ما قبل 2016. فالحرارة في البقاع وصلت كحد اقصى الى 41 درجة، وعلى الساحل 34 درجة مع رطوبة تراوحت بين 75 و90%، ومن المنتظر ان يستمرّ تدفّق الموجات الحارة نحو لبنان وسوريا والاردن حتى السابع من ايلول، وذلك بحسب نشاط المنخفض الهندي الحار. وستتراوح درجات الحرارة بقاعاً بين 38 و 40 درجة وعلى الجبال 1200 متر 31 درجة وعلى الساحل 32-33 درجة مع رطوبة 82 الى 90%.

انّه امرُ طبيعيّ ان تتمدد الكتل المدارية الحارة نحو الشمال في فصل الصيف، وذلك بسبب تمركز اشعة الشمس العمودية على مدار السرطان، ما يؤدي الى ثورة في ضغط المنخفض الهندي فيعمل على تغذية جزء من القارات بالهواء الحار.

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى