متفرقات

الاعلام الرقمي بين الإيديولوجيا الموجهة وتكريس التبعية

تناول مدير الاتصال الرقمي في مركز أبحاث الحكومة الالكترونية، الباحث والمتخصص في مجال إدارة مواقع التواصل الاجتماعي راغب ملّي الايديولوجيا الرقمية، وكتب:

تربط علاقة قوية بين الأيديولوجيا _وهي عبارة عن مرجعيات ذهنية تتكّون من مجموعة أفكار ومفاهيم يؤمن ويلتزم بها الفرد ويترجمها بسلوكه المجتمعي_  والسياسة، تصل إلى حد التماهي. بحيث تتحوّل الأيديولوجيات الى أحد المصادر الرئيسية لإضفاء الشرعية وكسب التأييد والإذعان.

ومما لا شك فيه، اعتماد الفرد أكثر من أي وقتٍ مضى على وسائل الإعلام التقليدية والرقمية. وفي ظل تطور شبكات الاتصال وتزايد أعداد مُستخدمي منصات التواصل الاجتماعي بشكلٍ هائل، باتت هذه المنصّات مصدراً رئيسياً للفرد، لمعرفة ما يجري حوله من أحداث سياسية وفكرية واجتماعية وثقافية واقتصادية ورياضية وغيرها، فضلاً عن متابعته لتحديد مواقفه من القضايا المحلية أو الإقليمية والدولية المُستجدة.

وفي ظل إدراك القائمين على الوسائل الإعلامية وامتداداتها في العالم الرقمي اعتماد الجمهور عليها وقدرة تأثيرها في وعيهم ومعارفهم ومواقفهم واتجاهاتهم، وقدرتها على تشكيل رأي عام واقعي ورقمي، كان الاهتمام الكبير بأيديولوجيا الرسالة الإعلامية وما تحمله من عقائد وأفكار والتي بدأت سابقاً بالصحافة المكتوبة إلى الإعلام المرئي والمسموع، وفي السنوات الأخيرة إلى العالم الرقمي وميادين منصات التواصل الاجتماعي.

فباتت هذه الرسالة الإعلامية وما تحمل من أيديولوجيا موجّهة أداة تأثير كبيرة على الوعي والعقول وتكريس منطق التبعية. ولو أنّ سياسات هذه الرسالة تُنفّذ رقمياً ولكنها تنعكس واقعياً بأداء الفرد وسلوكه في المجتمع.

تُشكّل الأيديولوجيا جوهر عمل الأحزاب السياسية ونشاطها، فهي وتينها ومُغذّيها الأول والأخير، والصمام الذي يجمع الأعضاء والجمهور ويجذب ويستقطب آخرين. ولقد وجدت هذه الأحزاب من الساحة الرقمية وتحديداً تطبيقات التواصل الاجتماعي، وسيلة فعّالة ومؤّثرة في الاتصال الجماهيري من جهة وفي عملية الاستقطاب والجذب من جهةٍ ثانية. فنشُطت في هذا الميدان، حيث أنشأت نظراء لوسائلها الإعلامية التقليدية قنوات أو حسابات على المنصّات الرقمية، كما عملت على استقطاب بعض الشخصيات المُؤثّرة (إعلاميين، باحثين، فنانين، رجال دين ..) تارة عبر دفع الأموال لهم، أو منحهم النفوذ، أو الكراسي السياسية في مرحلة أخرى. كذلك عملت على صناعة المؤثرين من خلال فتح قنوات لهم وتمويلها ودعمها لوجستياً وفنياً، والترويج لهم واستضافتهم لتمكينهم في المجتمع عبر وسائل إعلامهم التقليدية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى