لغة العقل المستباحة
بقلم علي زعرور
كلّ يراهن على رهان خاسر في زمن التردّي الغابر، إلا من كان يتكئ على زند يراعٍ عاقلٍ ولغة تحاكي الترقّي. تلك الوصمة التي نضبت بفعل الإطاحة المستدامة، عبر أذناب تخفي معالمها تحت جبروت جشع واصدٍ لكل أمل مدفون خلف قهقهة جاهلة، وما بينهما نُجاة ما زالوا يضيئون قناديل التضحية دفاعا عن وجودهم.
القوة القادرة غير المدركة تقفز بأذرعها هستيريا كقردِ غابة لوّحوا له بِقوتٍ شهيّ، فانبرى يعاجل قفزاته غير مُدركٍ للهاوية التي ستسحق اقتداره عبر قوة عاقلة، ترضع من معاقل الزمن وتنشد العقل كفضيلة ولغة الحكمة وسيلة. لا تراهن على فعل متفلت من عقال الأخلاق ووقت بهيئة سلحفاة أرملة. ترفع يديها بكل قهرٍ إلى المدى تضرعاً.
تلك الإستباحة العرجاء تهرول خلف أمل مزيف ووهم متشح بالسواد لا ينقشع أمام ومضة من كلام له قوة الفصل ولا جمل لها قدرة الوثب فوق المؤشرات الإعتراضية المحتدمة. قد تفلح في حلج معصوب العينين على ثرى جدباء لكنها ستنهزم أمام حصاد بيدر ٍ بنتيجة حتمية.
لغة العقل التي ما زالت في نضالها المستمر تقارع من يحاول دثرها أواستبدالها بلغة الغريزة والتهور، تفتح لنفسها أبوابا كانت موصدة ونوافذ مشرّعة اغتالت نشوتها كل عقلانية أطلّت برأسها وجوداً.
مهما كنا مدركين للآخر، يبقى منقوصاً إذا لم نحتويه بكليّاته ونعالجه بجزئياته عبر الغوص في مكامن نفسه وانتزاع أدرانه، قلب مفاهيمه المغلوطة ووضعها على سكة الإحتكام للعقل، ذاك المخلوق الأول والحاكم الأوحد في مسار وجودنا البشري الفاعل.