متفرقات

لا حرب في الأفق… وإسرائيل سترضخ

بقلم الكاتب السياسي ناجي صفا

لم توضع اسرائيل في موقف وخيار صعب منذ نشأتها كما هي الآن. هي امام احد خيارين: اما الرضوخ للشروط اللبنانية التي رسمها سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في موضوع الغاز والنفط والحدود والإستخراج على كلا الجانبين، وإما الذهاب الى الحرب لفرض الشروط والمعادلات، وهو خيار مشكوك في قدرته على رسم المعادلات لاعتبارات لا تتعلق بالقوة أو بميزان القوى بقدر ما تتعلق بالمعادلات الدولية والإقليمية.

فالمعطيات تشي بأن ميزان القوى هو لصالح المقاومة القادرة على تعطيل ومنع استخراج الغاز والنفط الإسرائيلي الذي يحتاجهما العالم الآن بعد انفجار الصراع الاميركي الاطلسي في اوكرانيا وقرار المقاطعة للنفط والغاز الروسي.

لم تكن اسرائيل عبر تاريخها مكفوفة اليد كما هي الآن. فهي تريد الهيمنة على القسم الاكبر من الغاز في الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط لكنها تعاني صراعا بين الرغبة والقدرة. فالكلام هنا عن القدرة لا يعني العجز بقدر ما يعني الظروف المحيطة اقليميا ودوليا التي تلجم اسرائيل عن القيام بعمل عسكري.

فالولايات المتحدة واوروبا تريدان استخراج الغاز والنفط بأسرع وقت ممكن تحت تأثير الحاجة من جهة، وضغط اقتراب موسم الشتاء في اوروبا حيث تتضاعف حاجات أوروبا للغاز والنفط من جهة ثانية. وأي صراع حول الحدود والإستخراج من شأنه تأخير عملية الإستخراج وبالتالي إرباك للبرنامج الاميركي البديل للغاز الروسي.

إذاً اسرائيل والولايات المتحدة وكذلك اوروبا لا تريد حربا او صراعا يؤخر عملية الإستخراج ويربكها. لذا سوف توافق اسرائيل واميركا على شروط لبنان ومطالبه للهروب من الحرب والصراع المسلح الذي لا يخدم الخطة الاميركية الإسرائيلية ويؤخر عملية الإستخراج ويكرس حزب الله طرفا رئيسيا في معادلات الإقليم وشريكا في معادلات النفط والغاز في المنطقة.

الوقت بدأ يضيق على الطرفين. فالشتاء يقترب ومعه تزداد الحاجة، ولا بد من إنجاز عملية الترسيم وصوغ المعادلات التي قد يستفيد لبنان منها بفعل الصدفة والظروف التي أحسنت المقاومة استغلالها ويحصل على غازه ونفطه.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى