متفرقات

أحداث متنقلة تؤججها رغبة دفينة.. هل يصبح التقسيم واقعا؟

تناول الزميل علي مراد في منشور على حسابه الفيسبوكي سعي التيار اليميني للتأثير على الصيغة اللبنانية الجديدة عبر تشكيل بيئة تنادي بما هو أبعد من الفيدرالية عبر افتعال أحداث ميدانية تدفع باتجاه هذا الخيار.

فكتب: 

التيار اليميني الذي يستشعر منذ سنوات أن الصيغة اللبنانية انتهت صلاحيتها، يسعى منذ مدة إلى التأثير على شكل الصيغة الجديدة التي ستفرض نفسها مستقبلاً، كونه لا يستطيع منع تشكّلها. ما هو هدفه؟ الهدف باختصار هو تشكيل بيئة محدّدة الانتشار جغرافياً وديمغرافياً، ستكون مهيَّئة – عندما سيحين الوقت المناسب – لكي تخرج للمطالبة بالانفصال جغرافياً وسياسياً وإدارياً عن باقي الأراضي اللبنانية (مشروع لبنان الحر البائد)، رافعة شعارات قديمة جديدة تستهدف تكريس واقع لا يقبل الرد، وهو استحالة العيش والاستمرار مع حزب الإله و «الاحتلال الإيراني» في بلد واحد.

منذ العام الماضي، اعتقد كثيرون أن رفعهم شعار «الاحتلال الإيراني» هو لأهداف انتخابية في أيار 2022. لكن تبيّن أن السردية مستمرة بعد الانتخابات، وبزخم يكاد يكون أكثر حدّة، مع افتعال إشكالات تخدم الهدف العام للسردية سالفة الذكر. إشكال المطران الحاج جاء ليخدم سردية «تغوّل» حزب الإله على الطائفة المسيحية ومنعها من ممارسة نشاطها الديني. والليلة افتعلت رأس حربة التيار اليميني (قوات جعجع) إشكالاً مع حزب الإله في حرج قرب بلدة رميش، ليظهر وكأنه محاولة استفراد بالوجود المسيحي الأقلّوي في منطقة هي بيئة نفوذ وأكثرية للحزب، وهذا المشهد سيُستَخدَم لاحقاً لجعل فكرة «التارنسفير» فكرة ضرورية ومطلوبة (ما بينعاش معهن).

هكذا يخطط التيار اليميني لتهيئة الظروف والعوامل التي يرى أنها ضرورية لإنضاج مشروع الإنفصال والتقسيم. هناك قوة داخلية محرِّكة داعمة للمشروع، وهي تذهب إلى هذا الخيار مع علمها المسبق بأن التيار اليميني سيتسلّط ويقتل ويسحل، لكن يبدو بأنّها تقارب المسألة من زاوية أن سلوك اليمين سيبقى أسهل من مخاطر فقدان المنافع والمكاسب التي تمتلكها هذه القوة وجماعتها منذ تأسيس لبنان الكبير وحتى ما قبل 1920. وحكماً أكثر الأطراف الخارجية تحمّساً للمشروع اليوم هي السعودية، كونها ترى مع حلفائها في تل أبيب أن هذا المشروع من شأنه أن يخدم مشروع العزل، لإنضاج فرص الإنقضاض على الحزب الإلهي بعد إضعافه (وفق تصورهم).

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى