مهاترات طائفية و”أرتكاريا” المواقف
بقلم علي زعرور
حالة الإسقاطات التي نشهدها على امتداد المساحة كانت ولا تزال منتدبة الفعل والإرادة تحت ذرائع هي في الظاهر الحضن الدافئ وتقديم المساعدة في الحكم، وفي النوايا المبيّتة هيمنة ونهب مقدرات وثروات لها طابع التأميم وليست أحادية الملكية.
هذا التنوع الذي كان مثار جدل للمتطلع الحذق، بات نقمة في مندرجات الحياة اليومية، حيث إنقلبت تأثيراته إلى مناوشات وصراعات في الشدة، وفي رخاء المصالح غنى وتعايش ووحدة مسار ومصير.
بأذرع تمتد لتسرق أحلام الجيل المفعم بالأمنيات باتت المهاترات الطائفية النوع الأول الذي لا يستغنى عنه للتحلية على موائد المنابر. في خطابات لم تقتصر مفاعيلها على مسامع عابرة بل عبثت حساسيتها (“أرتكاريا”) في جسد الوطن بحيث لا يمكن معالجتها عبر مثبطات موضعية.
كل الحلول الموضوعة تحت مباضع الجراحين لن ترمم ما تمّ تشويهه. فدماثة وقباحة العبثية المفرطة باتت خارج المعالجة. والأدوات المستوردة المنتهية الصلاحية لا تخدم المستجدات التي خرجت من خزائن العم “سام” إلى ديار” حام” المنكوبة. حتى المعجزات المجموعة من زمن النبوة لن تقدر على إيجاد مخرج لمعضلاتنا المستفحلة. فالمشكلة في الرعاة والرعية، ووحده العم نوح هو القادر بحذاقته على اختيار نقاوة البشر ليكونوا ركاباً لسفينته في رحلة البحث عن موطئ قدم جديد قبل أن يفور التنور ويبدأ طوفان الخلاص.