رَجُل وقواعد اشتباك ورقية
بقلم علي زعرور
كل ضحاياه قواعد اشتباك ورقية يخشى فيها ملامسة الثرى، كنورس بجناحين يحوم فوق الحدود بجرأة انقضاض ولغة منسية يتقمص فيها مواسم الفصول. ليس بطائر أيلول او هدهد سليمان مقاوم في قالب آدمي أبصر النور في لحظات مفصلية.
وحده زيف الإدعاء يسطو بلجام خطواته وتعثر كلماته على صفحات تكْتم خفاياه المخبأة في تجاويف صرحٍ ودروب حالمة لا تورق الشمس فوقها سوى ظلام دامس يدّعي فيها أنسنة إيمانه.
بعد مشواره يدخل منطوياً على أسرار يائسة تجفل من المعابر المثقلة بجنون فاضح، والجالسون بعيون تترقب شفاه لا تفتر عن إبتسامة وحذر أوقعه في فخ القدر الذي أنجبه كساعي بريد غب الطلب. لا نقاوة مطر يهطل في عينيه وصورة غامضة لا تصلح لتبادل الحب، جلّ ما فيه خيانة برائحة أعوام مضت وجوف مستعر يُمثّل فيه دوره المرسوم كما ينبغي.
في مغامرة دسمة ستعطي ردا حاسما، نامت الحذاقة في هدوء لا تستحقه، بنافذة مفتوحة على مفاجآت فيها شد أعصاب ومواقف متمايزة بضوضاء تطل برأسها وعود ثقاب يشعل الوضع ويقلب الأصوات الخافتة إلى نحاسية بلون الحدث.
ساد الصمت بعد أن أخفى في كواليسه حقيقة كاملة منغرزة في طاقية بيضاء وعصا سحرية فضية استدعت المريدين للحضور، وصوت طرق باب السماء ملاذاً بعد آن ضاق عليه مكان الأرض، حيث ضج الخارج بلهجات متضامنة طالبة رفع التظلم بنبرة قوية.
لا أمل في الهروب من الظلام بالوقوع فيه، هو ينبئ بدنو أجَل أغمض عينيه على مقربة من صوت هتف في ظفر، سلّم لا فائدة من المراوغة، كل المكاشفة لن يسكتها صوت صارخ او جنون منفلت القيود.