متفرقات

سمراء من فلسطين

بقلم علي زعرور

لأبناء القلب الذي عانق التراب كل يوم وأنجب في أيام القهر فدائي الهوية، تلك المشاكسة بضفائرها إنقلبت على واقعها المفروض لتعمم ثقافة حياة تجاوزت نمطية الفدائية إلى حتمية الضرورة.

بكثير من الأمنيات المخبأة في ممرات طفولتها الحاذقة شبّت سمراء فلسطين كما تحب أن يسمونها ليس غواية بجمالها إنما تأكيد المؤكد لعدم اختزال الهوية، على كلمة وحيدة  في قاموس التخاطب مقاومة وفداء، فارضة من مفرداتها لغات إعتراضية أخرى لها وقع يوازي الوقع الأول ونكهة تحاكي فيها عقول العالم أجمع.

بلا قيود كانت ريشتها ترافق كل الأحداث الواقعة تحت المقصلة والوقت مهزوم أمام إصرارها المتنقل على الجدران والطرقات وحتى الأزقّة، تنعش برسوماتها ذاكرة حاول العدو طمسها، وتتماهى مع ألوان فيها من التراث خبز ومن الحياة هوية.

“بوشاحك الأحمر لفّ جسدي، ودع قضيتي سنديانة عشق تلوي ذراع العاصفة ولا تنحني لعوانس السلاح”، ألوانها التي حضرت  بأنامل من صمود ومقارعة قهر ألقت بثقلها حضوراً مدوياً تفوّق على أزيز الرصاص واستطاع أن ينتزع بالقوة لا بالسلم ثباتاً أسس لنضال مزدوج بين القبضات والصورة.

في أروقة الأمم حملت القضية لتقارع الحرب بلغة الألوان، سلامها صنيعة أنامل ممسكة بريشة وحضورها الطاغي عليهم جرّدهم من حججهم الواهية، كان الزَمكان لها وكانوا مجرّد علّة المحتل الذي لم يستطع أن يعبث بتفاصيل الحقائق الدامغة.

 

 

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى