متفرقات

كن محترفا.. ولكن

بقلم علي زعرور

على تقاطع الأمل تستيقظ الحقيقة في عيون حالمة نحو تحقيق الأمنيات، تغرف من معين تطلعاتها خطوات تسابق المدى نحو مستقبلٍ يعكس إمكانات تنتظر من يخرجها إلى حيز التنفيذ، وإبراز الهوية الحقيقية لا استنزافها وطمسها تحت مسميّات إكتساب مهارات مستثمرة في خانة الأنا المتسلقة.

في مجتمع يرزح تحت حلكة صاخبة ينتظر فيها الحالمون أكفاً تمتد إليهم لتصافحهم وتأخذهم نحو عبورٍ آمنٍ من فوضى التسلّق على أكتافٍ متخمةٍ بالوجع، ينبعث من تحت الرماد مهازل قومٍ يجففون الصورة ويخنقون الصوت كرمى  لمنتجعات عزّ واقفٍ على أفكارٍ مسروقة وأقدامٍ مبتورة.

تلك العيون التي تترصد الواقع بعدسة صياد متمرّسٍ في ملاحقة طريدته، ترمي شباك الرغبة نحو الوصول إلى هدف يكون فيه تغليب المصلحة كواجهة، وخلف الكواليس جهد ووقت مستنزفٌ بلا ثمنٍ لأشخاصٍ هم مجرّد وقود استهلاك لشعلة ممتلكة حصراً.

أينما ذهبت تجدهم كالزئبق في لحظاتهم الجامحة نحو الوصولية، تراهم في كل المجالات يتربصون لك حتى في خبزك اليومي المغمس بزفير النفس الأخير. لهم باعٌ طويل في المماحكة والممارقة ورسم صورتهم النمطية كصانعي فرصٍ في الزمن الصعب.

للميديا شأنٌ آخر في مندرجات أولوياتهم، ومضة سحر في عيون العاشقين وجمل إعتراضية بلا نقاط في سطور اللاهثين خلف الوهلة الأولى والتائهين في تبعاتها، إطراءات مأخوذة من مستودع الإحتراف وكلامٌ معسولٌ من كتاب الغاية تبرر الوسيلة.

كن محترفاً، عنوانٌ يلازم هدف الوصول، لكن أن تتقصى مصداقية العرض هي الإحتراف بعينه.

كن سيّد نفسك، ولا تكن تابعاً مُستغّلاً أو متبوعاً مستغَلاً.

كن الصورة والصوت والمحتوى لكُلّك لا لجزئكَ المتناثر في لعبة الوهم القاتل.

كن أنت الصانع لنفسك فترتقي.

 

 

ٍ

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى