طائرات مسيرة وسوء إدارة الصراع
بقلم الدكتور أحمد عياش
قرأنا البارحة أن ثلاث طائرات مسيّرة غير حربية تقدّمت باتجاه منطقة كاريش البحرية غير المتنازع عليها مع الفلسطينيين إنما محور نزاع مع العدوّ الاصيل.
أوّلاً: سُررنا لوجود طائرات مسيّرة تراقب عن قرب وعن بُعد سفينة انرجي الرأسمالية لاستخراج الغاز لصالح شركات عالمية.
ثانيا: إرسال طائرات مسيّرة في لحظة جوع وقهر وإذلال دلالة تقدم الشجاعة والكرامة والكبرياء والعنفوان والشهادة والاستشهاد على الموت طوعا وجوعا واستسلاماً.
ثالثا: مشرّف أن يسجّل لبنان موقفا مميزا في الردّ الفوري على العدو الاصيل وأن ينجح في توازن رعب ما بينما يدمّر مطار دمشق الدولي وتصمت الجمهورية العربية السورية.
فكيف ينجح توازن الرعب هنا وينجح الرد على الفعل ويفشل ويعجز هناك؟
ألم يكن من واجب المركب العسكري للجيش اللبناني الذي كان حريصا على عدم تجاوز مركب مهاجرين شماليين الحدود البحرية أن يتقدّم نحو كاريش الفلسطينية-اللبنانية وأن يطلق طلقات تحذيرية أو أن يُصدر أصواتا حربية تحذيرية للسفينة انرجي؟
أن يتقدم الجيش اللبناني نحو حدود بلاده لمراقبتها وللدفاع عنها معنى آخراً في القانون الدوليّ البحري والعام وإن تعرّض جيشنا الوطني للأذى انطلقت الطائرات المسيّرة الحربية لتؤازر ولتدعم ولتدافع عن البلاد ضد عدوّ اصيل الناطق الرسمي بإسم الدولة المالية العالمية العميقة.
تحرير البحر من الاحتلال وصيانة ثروة لبنان الطبيعية التي لو استخرجت ستسرقها الدولة المالية العميقة المحلية بالتوافق مع الدولة المالية العالمية العميقة. هذه المهمة ليست مهمة شرفاء الشيعة المقاومين بل هي مهمة مشتركة بين رجال الاعمال وابنائهم وشركاتهم وامتداداتهم المالية والطائفية من ناحية، ومن ناحية أخرى هي مهمة وطنية تمسّ معنويات بلد بأكمله. إضافة أن الناهب والسارق هو العدو الأصيل ما يوجب مواجهته بالقوة حتى لو كانت النتيجة وللأسف لصالح الرأسماليين والشركات اللعينة أكانت في بلادنا أم في فلسطين المحتلة.
لغاية الآن، لم يصدر موقف فلسطيني رسمي حتى من السيد اسماعيل هنية الذي زار لبنان مؤخرا والذي كنا قد زرناه كأطباء في غزة سنة 2010 يستنكر فيه سرقة غاز ونفط فلسطين في كاريش.
أليس الغاز فلسطينيا وأليست حدودنا الجنوبية مع فلسطين؟
إن كانت فلسطين حدودنا الجنوبية فعلينا أن نسأل أهل الأرض عن حدودهم معنا، لا أن نفاوض من احتلّ الارض البارحة.
لغاية الآن، لم يصدر موقف فلسطيني يحتج فيها على ترسيم حدوده مع العدو الأصيل في مصر وفي الأردن وفي لبنان!
من سوء إدارة الصراع أن يكون توازن الرعب ناجح عبر الحدود اللبنانية وفاشل عبر الحدود السورية التي يفضل قادتها الاحتفاظ بحق الرد في الوقت المناسب…
اعتبرونا حمقى واشرحوا وردّوا علينا…
لن يردّ احدا منهم بل كالعادة سيهاجموننا شخصيا لأن الهجوم على الكاتب الضعيف الحال أجدى.