متفرقات

ما عاد للكلام قيمة..

بقلم الكاتب السياسي الدكتور ناجي صفا

أحيانا كثيرة تأخذني الحماسة للكتابة كأي فرد منكم يتألم ويتحسس آلام شعبه، أتحمس ثم أعود إلى الصمت وأقول، لم يعد ينفع الكلام.

لم تبق صفة أو مصطلح إلا وقيل في هذه المأساة التي يعيشها الشعب، لكن المجزرة ما زالت مستمرة، لم يتغير شيئا. المعاناة تتعمق كل يوم.

يؤلمني لجوء الناس لشخصي لحل مشاكلهم واقف عاجزا _ يظنون انني ككاتب أناقش مشاكل الناس والبلد قادر على حل مشاكلهم فليجأون إليّ_  لأن عمق الأزمة لا تحله المبادرات الفردية، وإن كانت تخفف بعض الآلام عن بعض الأفراد.

غريب أمر هذا الشعب اللبناني الذي يفضل التسول على النزول إلى الأرض، وإحراق مصالح هؤلاء الجزارين الذين وضعوا الشعب اللبناني في مسلخ عام وكبير. كل ينتظر دوره للذبح دون أن يحرك ساكنا.

إلى متى هذا الصمت الغريب والمريب؟ إلى متى يستمر هذا السكون المعيب؟ ألم يدرك اللبنانيون بعد أن دوام الحال من المحال، وان ما يحصل سيفرز يوما اللبنانيين الى قصابين وضحايا؟

من يحمل الساطور بيده تحت تأثير الجوع لن يبالي ما إذا كان يمارس فعلا إجراميا أو مناف للقيم والأخراق، لأن الجوع كافر. أنا لا أبرر بقولي هذا السلوك إطلاقا وإنما أشير إلى نتائج الإنهيار الإجتماعي، الذي يصاحبه عادة إنهيار أخلاقي وقيمي، بحيث لا يعود المجرم يشعر أنه يرتكب جريمة، وانما يدافع عن جوعه وجوع اولاده.

فهل المطلوب المزيد من الدموع أم شيء آخر تماما؟

متى تتصحح بوصلة الشعب اللبناني فينتقم من جلاديه بدل أن ينتقم من مواطنيه؟ إلى متى سيستمر بدفع الثمن مرتين؛  مرة عندما يحمي الجلاد، وأخرى عندما يدفع الثمن للضحية؟

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى