أخبار دولية

قرار دولي باستخراج غاز المتوسط في ظل استمرار الحرب الاعلامية

في الشكل هي الحرب النفسية والاعلامية تخوضها حارة حريك في مواجهة مباشرة مع «تل ابيب»، في لعبة شد حبال، يصر طرفيها على عدم الوصول الى نقطة اللاعودة رغم درجة الغليان المرتفعة، والتي دخلت الربع الساعة الاخير من جولتها الاولى، مع وصول الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت، ليبدأ «الجد» من الاثنين و”طالع”، ليبنى على الشيء مقتضاه مع نهاية ايلول.

وفي انتظار وصول «هوكشتاين» بدعوة لبنانية «حارة»، تولى توجيهها والتنسيق بشأنها نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، ويبدو ان الجانب اللبناني توصل هذه المرة الى رؤية سياسية موحدة صيغت في موقف واضح سيبلغ للوسيط الاميركي، الذي بات يحمل في جعبته جزءا من الرد عليه، والذي وصفته مصادر متابعة بانه سيكون ايجابيا، في انتظار استكمال باقي تفاصيل مهمته في «تل ابيب»، حيث تكشف الاوساط ان الطرح الاميركي الاخير الذي يمكن اختصاره بالخط «23 ناقص» بات من الممكن ان يكون «23 زائد»، اي بمعنى ان خط الترسيم سيكون فاصلا بين حقلي «كاريش» و»قانا» الذي ثمة من يشكك بوجوده فعليا، فيما تبقى عالقة نقطة متعلقة بما اذا كان سيكون متعرجا ام «جالسا»، ولتلك المسألة حسابات اخرى.

وتؤكد المصادر ان هوكشتاين تمنى على مراجعيه ان ينال اجوبة واضحة على ما سبق وطرحه خلال رحلته الاخيرة الى بيروت، والتي حملت جزءا من تفاصيلها السفيرة الاميركية دوروثي شيا التي قطعت اجازتها وعادت الى بيروت، بناء «لتمني» لبناني، جازمة بان اتفاقا انجز من تحت الطاولة سمح بعودة هوكشتاين، وتمثل بموافقة الجانب اللبناني على عدم التصعيد، مقابل عدم تخطي الباخرة الخط 29، وهو ما حصل فعلا، وبات صالحا كقاعدة لاعادة اطلاق المفاوضات.

ورأت المصادر انه من الواضح ثمة قرار دولي لا لبس فيه بتسريع العمل باستخراج الغاز من منطقة الحوض الشرقي للبحر المتوسط، في ظل الصراع القائم بين روسيا والغرب، والذي انفجر مع اندلاع الحرب الاوكرانية، حيث قرر الغرب على ما يبدو الاستغناء عن الغاز الروسي خلال السنوات العشر المقبلة في اطار اعادة توزيع التوازنات على الساحة الدولية، وهو السبب الاساس الذي حرك الملف حاليا، والذي يمكن قراءة بعض ملامحه في موقف حارة حريك المتدرج منذ انطلاق الازمة الحالية مع «تل ابيب».

وتكشف المصادر بان اطلالة السيد حسن نصرالله الاخيرة، وجزمه بان المسؤول الاول عن التفاوض هو رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون، لا حكومة تصريف الاعمال كما اوحى رئيسها، ولا المجلس النيابي، قد سهلت الوصول الى اجماع حول تكوين موقف لبناني واحد، ذلك انه في الاساس لا اشكالية بين الرؤساء الثلاثة حول اعتماد الخط 23 ك^ساس للتفاوض، حيث كشفت المعلومات ان الاميركيين دفعوا عام 2011 في اتجاه اعتماد هذا الخط، وعليه وضع مرسوم تحديد الحدود السابق، محذرين يومها من اعتماد الخط 29.

اما الامر الثاني الذي تمخض عنه كلام السيد نصرالله، فتمثل في الموقف اليوناني الذي تبلغته بيروت رسميا عبر القائم بالاعمال في اثينا ومفاده:

– اولا: استنكار واحتجاج لتهديد امين عام حزب الله الذي طال اليونان.

– ثانيا: تأكيد اثينا الرسمي ان الباخرة اليونانية التي وصلت الى «اسرائيل» ليست ملك الدولة اليونانية، بل هي تابعة للقطاع الخاص ومن بين المشاركين فيها يونانيون، رغم ان ثمة من يؤكد ان الباخرة «اسرائيلية» وهي ترفع العلم اليوناني من باب التمويه. علما ان تقارير استخباراتية تحدثت عن عمليات رصد ومتابعة على مدار الساعة للاراضي اللبنانية، حيث توافرت معلومات عن تجهيز طائرات من دون طيار انتحارية وصواريخ لضرب سفينة «اينيرجي باور»، حيث قام سلاح البحرية «الاسرائيلية» بتجهيز مجموعة من القبة الحديدية جاهزة لصد اي عملية من هذا النوع.

انطلاقا من كل ما تقدم، الشيء الوحيد المفيد، في الوقت الضائع الغارق في التحاليل والمزايدات، انتظار الفرج الذي قد يأتي «من تحت الماء» في بلد يغرق في قعر جهنم يوما بعد يوم، حيث يختلط حابل الأزمات الداخلية بنابل الإقليمية والدولية منها، ليزيد الوضع مأساوية، فيما ثمة من يمنن النفس بتوقيع اتفاق الترسيم وتراجع سعر صرف الدولار الى 15000 ليرة على ما يجزم «ابو ملحم الجمهورية».

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الديار

 

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى