هبة يابانية لمستشفى بعبدا الحكومي
تسلم وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض، في مستشفى بعبدا الجامعي الحكومي، وفي حضور سفير اليابان في لبنان أوكوبو تاكيشي، ومدير مكتب الامم المتحدة لخدمات المشاريع في المركز الاقليمي في الاردن محمد عثمان أكرم، أنظمة للطاقة الشمسية، ومستلزمات طبية خاصة بالعناية الفائقة، ونظاما لتعقيم المستشفيات الحكومية هبة ضمن مشروع “الدعم العاجل للمرافق الصحية الحرجة في لبنان” الممول من الحكومة اليابانية، والذي أنجز بنجاح عبر مكتب الأمم المتحدة لخدمة المشاريع UNOPS.
كما سيتم إطلاق مشروع جديد تحت عنوان “الدعم العاجل للقطاع الصحي في لبنان”، الهادف الى تزويد عدد من المستشفيات الحكومية بمعدات طبية وأنظمة طاقة شمسية.
وافتتح الأبيض قسم الجراحة التجميلية في مستشفى بعبدا الجامعي الحكومي بإدارة الدكتور طوني نصار، والمجهز بأحدث المعدات الطبية والتقنيات الجراحية.
الصباغ
بدأ الحفل بالنشيدين الوطني والياباني، فكلمة ترحيبية لمدير مستشفى بعبدا الحكومي فريد الصباغ قدر فيها لوزير الصحة “جهوده الدائمة من أجل مساعدة المستشفيات الحكومية من أجل الصمود في هذه الظروف الصعبة”، شاكرا السفير الياباني ومدير مكتب الامم المتحدة لخدمات المشاريع في المركز الاقليمي بالاردن محمد عثمان أكرم على مساعدتهما عن طريق “تقديم أنظمة للطاقة الشمسية ومستلزمات طبية خاصة بالعناية الفائقة لمستشفى بعبدا الجامعي الذي كان بحاجة ماسة جدا خلال أزمة وباء كورونا، وحاليا في ظل غلاء المحروقات وعدم قدرة المستشفيات الحكومية على الاستمرار بشرائها”. كما شكر “المنظمات الدولية وممثل مشروع البنك الدولي في لبنان رونالد غوميز على كل الدعم الذي يقدم للمستشفى”.
وقال: “نغتنم اليوم فرصة وجود الوزير الأبيض لنفتتح برعايته قسم الجراحة التجميلية الذي سيكون بالتعاون مع الدكتور طوني نصار، وهذا القسم مجهز بأحدث المعدات الطبية والتقنيات الجراحية، وان شاء الله يكتب له النجاح والاستمرارية وتوسيع مروحة الخدمات الطبية في مستشفى بعبدا الجامعي”.
وشكر النائب آلان عون “الصديق القديم للمستشفى”، ورئيس الجامعة اللبنانية “الشريك الأساسي والدائم الذي أعطى الصفة الجامعية للمستشفى”، والمدير العام لوزارة الصحة الذي “رافق المستشفى منذ سنين في كل خطوة تطويرية”.
تاكيشي
من جهته، قال السفير الياباني: “يسعدني جدا أن أكون هنا للاحتفال معكم بخطوة مهمة للغاية في مسار استدامة الرعاية الصحية في لبنان. احتفلنا منذ وقت ليس ببعيد بتوفير معدات طبية لـ16 مستشفى حكوميا بهبة من اليابان عبر ال UNOPS، واليوم ها نحن نحتفل بإنجاز آخر في إطار المبادرة نفسها الممولة من اليابان وهو تجهيز مستشفى بعبدا الحكومي الجامعي ومستشفى رفيق الحريري الجامعي بأنظمة الألواح الشمسية”.
أضاف: “أنا على ثقة بأن الجميع الآن على علم بالواقع المرير لقطاع الصحة العامة في لبنان. إنه من المقلق والمؤسف أن نشهد تأثير الأزمات المتعاقبة في البلاد على الرعاية الصحية. كما أنه من الصعب غض النظر عن التحديات الناشئة محليا ودوليا والتي أدت الى تفاقم الوضع من خلال تهديد إمدادات الوقود الاساسية لمرافق الرعاية الصحية في لبنان. في ظل هذه التطورات، لا يمكن لليابان أن تقف مكتوفة الأيدي، وكان لا بد من العمل على حل فوري ومستدام، ألا وهو الطاقة المتجددة. وتأمل حكومة اليابان أن يساعد مشروع الطاقة الشمسية في تعزيز جهوزية المستشفيات المستهدفة خلال هذه الأوقات الحرجة، وضمان تقديم خدمات الرعاية الصحية والاستشفاء دون انقطاع للبنانيين واللاجئين مع تقليص التكلفة المتصاعدة”.
ولفت الى أن “اليابان قررت هذا العام أيضا، تخصيص هبة أخرى عبر ال UNOPS لتوفير معدات طبية وحلول للطاقة المتجددة لمراكز صحية حكومية، إيمانا منها بأهمية دور هذه المؤسسات في صمود القطاع الطبي”، مؤكدا أن بلاده “ستظل داعما قويا للنهوض بقطاع الطاقة المتجددة في لبنان”.
وأشار الى أنه “من خلال مشروع رائد تم اختتامه الشهر الماضي، ساهمت اليابان في تجهيز 122 مدرسة رسمية في جميع أنحاء لبنان بألواح شمسية للتخفيف من تداعيات أزمة الكهرباء على قطاع التعليم. بينما تلتزم اليابان بالحفاظ على دعمها لمبادرات الطاقة المتجددة، فهي تدعو الحكومة اللبنانية إلى لعب دور أكبر في تعزيز نشر تقنيات الطاقة المتجددة على المستوى الوطني من خلال استراتيجية شاملة”.
وأوضح أن “العمل نحو الاستبدال التدريجي لمصادر الطاقة التقليدية بمصادر الطاقة المتجددة من شأنه أن يكون محركا للنمو الاقتصادي، وخلق فرص العمل، والتنمية المستدامة”.
وأكد أن “قطاع الصحة سيبقى يحتل صدارة أولويات اليابان التي ستواصل الوقوف إلى جانب لبنان لمساعدة البلاد على التقدم بثبات في رحلة التعافي”، مشددا على أن اليابان “من خلال مبادراتها وبرامجها المتعددة، ستتعاون مع الشركاء الدوليين والسلطات المحلية للاستجابة للاحتياجات الفورية للمجتمعات الأكثر حرمانا في لبنان ومساعدتها على تجاوز هذه المرحلة الصعبة”.
اكرم
بدوره، قال مدير مكتب الامم المتحدة لخدمات المشاريع في المركز الاقليمي بالاردن: “يسعدني اليوم المشاركة في هذا الحدث الهام الناجح وهو دليل على الشراكة بين لبنان واليابان ومكتب المم المتحدة لخدمات المشاريع في المركز الاقليمي لمساعدة لبنان في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها وانعاكاسها على المواطنين، ونأمل أن تكون هذه المشاريع مستدامة في لبنان وتساهم في نهضته من جديد، ونؤكد التزامنا دعم لبنان وشعبه”.
الأبيض
أما وزير الصحة، فقال: “نحتفل سويا في هذا الحفل بإطلاق مشروع أنظمة الطاقة المستجدة في عدد كبير من المستشفيات الحكومية، وهذا المشروع المهم بما يجمعه من شق تنموي يساعد في استمرارية المؤسسات وشق آخر إنساني يساعد المؤسسة القيام بواجباتها بما يوفر على المستشفى من الأموال والمصاريف سوف توجه الان الى دعم العاملين وشراء الأدوية والمستلزمات، مما يساهم في التخفيف عن كاهل المرضى، فالقطاع الصحي لا يزال الملاذ الأول للفئة الأكثر حاجة من المجتمع وهو يستحق منا كل دعم وتقدير على كافة الجهود التي يبذلها”.
أضاف: “هذا المشروع بما يحمله من دعم للبنان من المجتمع الدولي ومن أصدقائه تقديرا لما يقوم به من جهود في خدمة النازحين على أرضه، وهذه مسؤولية تقع على المجتمع الدولي كله وليس على عاتق لبنان وحده الذي يستحق من العالم اجمع كل المساعدة لما قام به خلال السنوات الماضية وما يستمر القيام به رغم الصعاب المالية التي يمر بها. والسؤال المطروح أمامنا هو كيفية المحافظة على هذه المشاريع وما تحتاجه من صيانة وعناية لتكون مستدامة، وهذه مسؤولية تقع على عاتق المؤسسة وادارتها حتى لا يصيبها الإهمال والتلف المبكر”.
وختم: “هذا المشروع عنوان للاصرار على إعادة بناء الدولة عبر إعادة بناء مؤسساتها، إذ لا وطن من غير دولة ومؤسسات تقوم بواجباتها تجاه المواطنين والمقيمين وخاصة للفئات الأكثر حاجة، تقوم بأداء حقوقهم وأولى هذه الحقوق الصحة”.
وطنية