مسألة الانتخابات الرئاسية محسومة بالنسبة للقوات
لا يختلف اثنان على أنّ بنشعي، بعد جلسة 14 حزيران الشهيرة، وبعد وصول فريق الممانعة إلى طريق مسدود في ظل عدم قدرة “حزب الله” على إيصال مرشّحه إلى قصر بعبدا، تعتمد سياسة الانفتاح على الفريق المعارِض في سبيل طرح الأفكار وبالحدّ الأقصى طمأنته إلى أن رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية هو في بعبدا غير في بنشعي، وبالتالي وصوله إلى الرئاسة سيكون لكل اللبنانيين وليس لفريق، علماً أنّ هذا ما سمعه اللبنانيون قبيل انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، فجاء عهده تسخيراً لميشال عون فقط ولصهره جبران باسيل، ووضع اللبنانيين أمام خيارين لا ثالث لهما، جهنم أو الهجرة.
في السابع من آب الفائت، زار النائب طوني فرنجية على رأس وفد من المردة السوديكو، والتقى رئيس حزب “الوطنيين الأحرار” النائب كميل شمعون. كان واضحاً من الزيارة ان لها هدفين، أولاً، تليين الموقف المعارِض تجاه مرشح “حزب الله” سليمان فرنجية، وثانياً، علّ الدخول من باب “الأحرار” يوصل إلى معراب، رأس حربة المواجهة بوجه الفريق الممانع.
من هنا، بدأ السؤال: هل يزور طوني فرنجية معراب؟ علماً أن زيارة رئيس تيار “المردة” نفسه إلى معراب دُسّت في الإعلام في الأشهر الأخيرة قبل جلسة 14 حزيران.
“القوات اللبنانية” تردّ وتؤكد أنّ العلاقة الشخصية أو المناطقية مع النائب طوني فرنجية أو مع رئيس تيار “المردة” النائب السابق سليمان فرنجية تختلف بشكل جذري عن الانتخابات الرئاسية، ولا علاقة لها بالاستحقاق الرئاسي، إذ إن “القوات” ترفض انتخاب أيّ مرشح من فريق الممانعة بمعزل عن اسمه.
وتشدّد على أنه “من غير المسموح بتاتاً أن تتحوّل المواقع الدستورية في لبنان إلى مواقع يسيطر عليها “حزب الله” من أجل تغطية مشروعه غير الدستوري عن طريق المؤسسات الدستورية، فلبنان لم يصل إلى الانهيار الذي وصل إليه إلاّ بسبب هذا الاندماج بين المشروع الخاص لـ”حزب الله” وبين المشروع العام للدولة وللبنانيين، وبالتالي وفق منطق “القوات”، يجب ان تشكّل الانتخابات الرئاسية الفصل بين مشروع “الحزب” وبين مشروع الدولة اللبنانية”.
وتؤكد “القوات” أن “مسألة الانتخابات الرئاسية محسومة باتجاه أن لا خيار لانتخاب رئيس إلاّ من ضمن اللائحة التوافقية، ولديه الأولوية اللبنانية، أي، أولويته لبنان أولاً، الدولة أولاً والشعب أولاً، كما ورد في بيان الدوحة، ولا تراجع عن هذا الأمر”، مشيرة إلى أن “وصول المرشح الذي يدعمه “حزب الله” يعني انتصاراً لهذا الحزب واستمرار الدولة في الحالة المأسوية القائمة، خصوصاً أن إخراج لبنان من أزمته ومن حالة الانهيار الموجود فيها لا يكون إلا من خلال وصول رئيس جمهورية ورئيس حكومة وحكومة غير خاضعين لميزان قوى الأمر الواقع. والسنوات الأخيرة دليل حيّ، على أن لبنان ما زال يتخبط بأزماته في ظل الفريق الحاكم المتمثل بـ”حزب الله”، وبالتالي، الحل للخروج من هذا النفق هو بوصول رئيس للجمهورية لا يخضع لميزان القوى القائم. وانطلاقاً من ذلك، فإن موقف “القوات اللبنانية” واستطراداً موقف المعارضة هو موقف نهائي برفض أيّ تسوية مع الفريق الممانع والإصرار على إجراء الانتخابات الرئاسية في صندوق الاقتراع من أجل الوصول إلى رئيس للجمهورية يكون قراره في قصر بعبدا لا في حارة حريك”.
من هنا، تجزم مصادر “القوات اللبنانية” بأن أبواب معراب مفتوحة أمام الجميع على المستوى الشخصي، إلا أن الموضوع الرئاسي السيادي الإصلاحي الوطني السياسي مسألة محسومة وغير قابلة للنقاش، وأساسها، أن الممانعة لا يمكن أن تدخل إلى القصر الجمهوري، وبالتالي ممنوع وصول مرشح “حزب الله” إلى القصر الرئاسي في بعبدا.
وتؤكد “القوات” أنّها تنسّق كل الخطوات مع المعارضة التي أصدرت بياناً رسَم خريطة طريق المواجهة ورَفَع منسوب هذه المواجهة مع الفريق الآخر ولا عودة إلى الوراء، وكل الايحاءات التي تُنشر من هنا أو هناك لا أساس لها من الصحة، وهدفها التشويش على وحدة الصف المعارض وعلى موقف “القوات اللبنانية” التي تشكّل رأس حربة في مواجهة “الممانعة.
النهار