البروباغندا الغربية عادت تجر اذيال الخيبة
بقلم المحلل السياسي ناجي صفا
استنفرت البروباغندا الغربية الاميركية والبريطانية حصرا بمجرد اعلان بريغوجين عن حركة التمرد. بدأ المخيال الغربي فورا يفبرك المعلومات ويصف حركة بريغودين بالإنقلاب الكبير حتى بلغ به الامر حد اعلان ان بوتين هرب من موسكو الى سانت بطرس بورغ، وانه يعيش حالة ضياع وارتباك ولا يعرف ماذا يفعل.
استغلت البروباغندا الغربية اعلان بريغوجين انه يتوجه الى موسكو للقول ان مسيرة شعبية وعسكرية ترافق قوات فاغنر باتجاه موسكو، ووصل بها الامر ان روسيا تعيش حربا اهلية.
افلام مفبركة واخبار مفبركة تعلن ان روسيا في حالة شبه انهيار وان بريغوجين بات قريبا من السلطة وان بوتين الذي هرب من موسكو بطائرته الخاصة الى سانت بطرس بورغ لا يدري ماذا يفعل.
فاجأ لوكاشينكا رئيس بيلاروسيا الغرب بالتفاهم الذي توصل اليه مع بريغوجين، الذي ادى الى انهاء التمرد ومعه انهاء لعبة الحرب الأهلية التي طالما سعى اليها الغرب.
أعداد من الجنود من مجموعة فاغنر سلموا انفسهم وسلاحهم للجيش الروسي الذي كان على اهبة الاستعداد لإنهاء التمرد.
عاد الإعلام الغربي مصدوما كما يقول المثل الشعبي ” يا تباه يا تعسان “.
لم يرد بوتين سفك الدماء. كان حازما في موقفه من محاكمة بريغوجين، لكنه عز عليه ان يقاتل جندي روسي جندي روسي آخر فعالج الامور بعقلانية منعا لسفك الدماء، في ذات الوقت الذي ضمن فيه التضامن الشعبي والسياسي والإجتماعي والإلتفاف حوله من وزارة الدفاع والداخلية ومجلس الامن القومي وعموم الشعب الروسي ومؤسساته.
الحرب الأهلية والإنقسام الداخلي شكل عناوين الصحافة الغربية وشبكات التواصل الإجتماعي، كانت محاولة لخلق رأي عام مقتنع بما تضخه بروباغندا الإعلام الغربي من اخبار كاذبة.
سارع بايدن للإتصال بالرئيس الفرنسي والالماني والبريطاني للتباحث بشان ما يجري في روسيا، وكيفية الإستفادة منه وتوظيفه في معركتهم في اوكرانيا.
صدم الإعلام الغربي الذي راهن على تغيير الحكم في روسيا صدم جراء التسوية التي انجزها لوكاشينكو وادت الى تراجع بريغوجين وانسحاب قواته من القيادة العسكرية في روستوف وعودة القوات الى قواعدها ووقف المسيرة باتجاه موسكو. وهو الآن في بيلا روسيا.
لم يستفد الإعلام الغربي من تجاربه الفاشلة في تسويق البروباغندا الكاذبة التي فقدت احترامها من اي متابع موضوعي. هو يكرر ما وقع به ابان بداية الحرب الروسية على اوكرانيا، وما فعلته البروباغندا الغربية في سوريا عندما فبركت الافلام والاخبار الكاذبة سواء في إتهام استخدام الكيماوي الذي نسبوه للجيش السوري او بقية الاحداث. وحاولت تكرار ما فعلته في العراق من سقوط بغداد قبل سقوطها وكذلك في يوغوسلافيا. ..
كان الغرب ينظر الى بريغوجين على انه ارهابي ويضعه على لائحة الإرهاب، فورا تحول بريغوجين من ارهابي الى بطل، لان حركته تخدم الموقف الغربي في حربه في اوكرانيا.
تفوق الغرب على وزير اعلام هتلر غوبلز الذي كان شعاره اكذب اكذب اكذب فلا بد من ان يعلق شيء في ذهن المستمع. فهل يحظى الإعلام الغربي بالإحترام بعد كل هذه الأكاذيب؟