اليمن سبعة أعوام من الصمود
اليمن كما عودنا عبر التاريخ، فعلى جباله ووديانه، تكسرت جبهات الغزاة مهما امتلكوا من جند وقوة وما هو اليوم يعيد رسم تاريخ الخليج وجواره، وتمكن ابطاله الحوثيين والشعب اليمني من تمريغ انوف السعوديين والاماراتيين بالوحل
ولم تجدي الأسلحة الأمريكية المتطورة، والتي كلفت مليارات الدولارات من تغيير هذا الواقع. لا بل دفعت ثمناً باهظاً من عتادها ورجالها وفشلت في تحقيق أي من أهدافها.. لا بل اضطرت من الانتقال من الهجوم إلى حالة الدفاع بفعل بطولات الشعب اليمني وقدراته الذاتية التي طورها على مدى سنوات الحرب. وهكذا ولأول مرة في تاريخ السعودية باتت مراكزها الاستراتيجية في مرمى صواريخ وطائرات الدرون، والتي أوقعت خسائر فادحة لم تكن تخطر ببال أمراء السعودية واضطروا مرغمين على البحث عن حلول تحفظ ماء وجههم ووقف خسائرهم. ولم تنفع كل ثرواتهم واسلحتهم أمام ايمان وصمود الشعب اليمني وقيادته الحكيمة. وهو درس لكل الشعوب والحركات المناضلة في سبيل حريتها واستقلالها بغض النظر عن محدودية مواردها وضعف امكاناتها
فمع مرور 7أعوام من العدوان الغاشم على اليمن نظم اتحاد الكتاب العرب ندوة فكرية وسياسية مفتوحة تحت عنوان (اليمن سبعة أعوام من الصمود). قدم السيد عبدالله صبري (سفير جمهورية اليمن) الشكر والامتنان لاتحاد الكتاب العرب لتنظيم هذه الفعالية المهمة والتي تؤكد على أواصر المحبة والأخوة بين الشعبين السوري واليمني وعلى وحدة الموقف والمصير. في البدء نشكر اتحاد الكتاب العرب تنظيم هذه الفعالية المهمة والتي تؤكد على الأواصر المشتركة بين الشعبين اليمني والسوري، وعلى وحدة الموقف والمصير .
وقدم الشكر الموصول لقناة المسيرة التي صنعت لنفسها في وقت قياسي اسماً لامعا في إطار الإعلام المقاوم، وجسدت في رسالتها قضايا الأمة العادلة، وكما نحتفي بصمود شعبنا العظيم بعد سبع سنوات من الثبات والانتصار، فإننا نحتفل اليوم مع قناة المسيرة بالذكرى العاشرة لانطلاقها كصوت للمستضعفين في اليمن وفي العالم.. وإذا نبارك للقناة والقائمين عليها وعلى كادرها هذه الذكرى، فليس جديداً القول إن قناة المسيرة شكلت وتشكل العمود الفقري للإعلام الوطني في مرحلة دقيقة من تاريخ شعبنا الذي فرضت عليه قوى العدوان أن يستنفر كل طاقاته الكامنة انتصاراً للحرية والكرامة والسيادة، إن كان الثمن دماء زكية استباحها العدو ظلماً وبغياً وقدمها شعبنا تضحية وفداءً…
المجد والخلود والرحمة للشهداء الأبرار وعلى رأسهم شهداء الإعلام الوطني والحربي، والتحية لكل الأصوات والأقلام الحرة والإعلاميين الوطنيين وعلى رأسهم الصحفيين والمذيعين وكل طاقم قناة المسيرة.
بدوره القى الدكتور الأكاديمي والاعلامي بسام أبو عبدالله كلمة له أثناء الندوة أكد فيها أن العالم كله تعجب وتساءل عن ماهية مقومات الصمود اليمني وكيف تحمل هذا الشعب العربي هذه الوحشية.
وربط الدكتور أبو عبدالله الذي حصل ويحصل في اليمن هو ذاته الذي حصل في سورية، وأرجع القاسم المشترك بين الحربين إلى نقطتين هامتين:
نفس شهر العدوان بغض النظر عن الفارق الزمني بينهما حيث بدأت الحرب في سورية بتاريخ 15/3/2011 وفي اليمن بدأت الحرب في 26/3/2015 أي بفارق عشر سنوات و 11 يوماً، وتساءل ابو عبدالله هل هذه صدفة أم إنها خطة؟.
والنقطة الثانية التي تناولها الدكتور أبو عبدالله هي تشابه قوى العدوان في كلا البلدين وذات الأسلوب الذي تم اتباعه في سورية جرى اتباعه في اليمن.
وبين أنه من أسرار صمود الشعب اليمني هي أصالته وحضارته العريقة، ووعي الشعب اليمني بأن ادخاله في حالة حرب وفوضى يعني استغلال مقدراته واضعاف قوته العسكرية التي تطورت قبيل الحرب ورفضه للإملاءات الأمريكية التي هدفها إضعاف اليمن وإدخاله في المجهول، وأرجع صمود الشعب اليمني أيضاً لعقيدته المقاومة وشجاعة قيادته الدبلوماسية والسياسية الحكيمة، وقد بين أبو عبدالله أن صمود سورية أعطى دافعاً معنوياً قوياً للمقاومة اليمنية في حربها ضد قوى العدوان.
ومع تطور الإعلام اليمني ونقله للصورة الحقيقة أصبح مرجع صادق لكافة وسائل الإعلام العربية والغربية المعنية بالشأن اليمني.
في الختام أكد الدكتور أبو عبدالله أن الإعتقاد بأن المجتمع الدولي سيعيد حقنا هو وهم، لذلك القوة هي التي تصنع التاريخ والعالم لايحترم الا الأقوياء وفلسطين نموذج أمامنا للنظر اليه.
وقدم الرفيق أنو رجا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية – القيادة العامة الورقة الثانية تحت عنوان (اليمن في عيون فلسطينية) : فأكد على أن اليمن في عيون فلسطين وقلبه الذي يتلاقى كلياً مع نبض شعوب أمتنا العربية ومع من يقف دفاعاً عن معركة أمتنا التي تخوضها منذ عقود.
وأثنى رجا على دور هذه الندوة في تسليط الضوء على قضايا شعوبنا العربية المحقة ومعاناتها في كل بقعة من بقاع الأرض.
وبين رجا أن الحرب في اليمن هي حرب استباقية بكل معنى الكلمة لما يمكن أن يحصل من حراك يعبر عن ارادة الناس وقد بدأ يتبلور هذا بماله من علاقة لمحور المقاومة، وتساءل رجا لماذا الحرب شنت على اليمن وقُتل الأطفال والنساء والشيوخ؟ هل هذا لأن البيوت تخبئ أسلحة نووية؟
وأردف قوله بأن اليمن يملك أسلحة أقوى من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل وهي أسلحة العقيدة والإرادة وأسلحة المبدأ والثبات هذه الأسلحة التي تعبر عن ذات الشعب اليمني بشكل بسيط والذي يحمل أهم سلاح هو (الموت لأمريكا الموت لإسرائيل) وهي أخطر من سلاح دمار شامل.
وأكد أن أسلحة الدمار الشامل، يمكن دفنها بعد جولة او جولتين أو يتم سحبها ورميها في البحر أو دفنها في الصحاري، لكن هذه الارادة والروح يستحيل دفنها إذا ماجوعت وعزلت لتبدو غريبة في ظل هذه النعرات العربية.
ووضح رجا أن أهل فلسطين وشعبها المقاوم بذات العين السورية. يروا مايجري في اليمن.
فيما أكد الأستاذ محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب
في ورقته: أن هذه الندوة تأتي في إطار العمل الثقافي والسياسي الفكري الذي يقيمه اتحاد الكتاب العرب بالتعاون مع قوى المقاومة وكل المؤسسات الحريصة على وحدة الصف العربي وعلى رفع الظلم الواقع على الشعب العربي، والحقيقة أن الشعب اليمني تعرض للكثير من الدمار والحرب والإرهاب خلال سبع سنوات بسبب رفضه للمشاريع الغربية الصهيونية وحرصه على تعزيز الفكر المقاوم، لهذا كان واجباً علينا أن نقيم هكذا ندوة ويجب علينا أن نعمل على تعزيز هذا النهج المقاوم.
وكل الشكر لمن شارك في هذه الندوة ولسعادة السفير اليمني في دمشق وقناة المسيرة اليمنية المقاومة.
*
واختتمت الحلقة النقاشية بفتح مجال طرح الاسئلة والنقاش للإعلاميين والمثقفين الذين شاركوا بحضورهم في الندوة التي هدفت إلى تعزيز الوعي لدى المجتمع بأهمية مواجهة العدوان لاستعادة القرار السيادي لليمن المسلوب من قوى الاستكبار منذ عقود خصوصاً بعد عام من العدوان الغاشم الذي تشنه قوات التحالف على اليمن وفي ظل صمت دولي وعربي وإسلامي مخزي..
متابعة مي أحمد شهابي