متفرقات

خلاصات التحليل المعمق والشامل؛ سنة على العملية القيصرية من الخاصرة الاوكرانية.. رابحون وخاسرون والحرب مستمرة… لمن يعقد النصر؟؟ اي عالم جديد يولد؟

الجزء الثامن
بقلم المحلل السياسي ميخائيل عوض

الخلاصات، وسيناريوهات المستقبل؛
ناسف ربما البعض شعر بالإطالة، وبتعدد الحلقات، لكننا ارتأينا ان يكون تحليل شامل ومعمق فللجاري اهمية مفصلية في تقرير مستقبل الحياة على وجه البسيطة، ولان الجاري لن ينقطع ولن تنتهي الحرب سريعا، واحتمالات اطالتها كبيرة الحظوظ. كما ستتسبب باشتعال مسارح وساحات اضافية، ما لم تقع الحرب النووية.
فالجاري من الخاصرة الاوكرانية محاولة لعملية ولادة قيصرية لتوليد العالم الجديد وقد تصاحبها اشتراكات والتهابات ومتاعب، الا انها فتحت الثغرة في الجدار، وليس من قوة قادرة على وقفها وتعطيل عملية كسر الجدار والتحول بالعالم والبشرية الى العصر الانساني الحضاري الثالث. فالحرب الاوكرانية لم تقع كحدث عابر انما جاءت تكمل ما خاضته المقاومة ودولها وشعوبها على مدى اربعة عقود ونجحت باستنزاف امريكا وعالمها الانكلو ساكسوني ووفرت لاوراسيا فرص الصعود.
الخلاصات:
-العملية العسكرية الخاصة في اوكرانيا فاجأت روسيا وقيادتها وتحولت الى الحرب الشاملة غير المسبوقة، وكل واي تعاطي معها بعيدا عن هذا التعريف سيكون قاصرا في فهم الحروب والواقع والمعطيات والمسارات والنتائج.
-الحرب الأوكرانيات وتجلياتها ومساراتها هي اشبه بالعملية القيصرية لتوليد الجديد بعد ان طال المخاض وتنوعت ساحات وفروع ومستويات واجيال الحروب وكان لابد منها. فما قبلها ليس كما بعدها ولا تصلح فيها الاستعارات من الماضي والقياس على الشاهد.
-الحرب مستمرة وقد تعصف في الأشهر القادمة في اوكرانيا لتسريع هزيمة الاطلسي وتغيير خرائط اوروبا ونظمها.
-احتمالات توريط الناتو مباشرة في الاشتباك تبدو كبيرة بعد زيارة بايدن لبولندا، وتهديد مدفيدف بوصول القوات الروسية اليها اذا ما استمر الغرب بتسليح اوكرانيا واذا اعتدت اوكرانيا على الارض الروسية بالسلاح الغربي
– سنة ٢٠٢٣ حاسمة وقد ترتسم فيها ملامح وسيناريوهات المستقبل جلية  فأمريكا ٢٠٢٤ في انتخابات رئاسية مفصلية وكذلك روسيا والحرب الجارية ونتائجها ومساراتها عامل محوري في تقرير نتائجها على الضفتين.
– الصين بدأت ترتدي جلد النمر، وتنتقل استراتيجيا من الدفاعية والكمون والبلادة الى الحيوية والمبادرة، وجاء اعلان الصين لمبادرتها لوقف الحرب مؤشرا على ان التنين الصيني استيقظ وليس ما يمنع تحول الاحتكاكات في بحر الصين وتايوان الى حرب، فالصين ايضا ترغب في الاستثمار بضعف وتراجع امريكا والاطلسي والحرب تكسبها موقعا متقدما في العالم الجديد ونظامه وادارته.
-ليس من احتمال لهزيمة روسيا في اوكرانيا وكل المعطيات والادلة تفيد بذلك.
– العرب وإقليمهم يشهد ومن المرجح ان يشهد تحولات نوعية وقد تتولد عناصرها بالحديد والنار، فكل شروط وبيئة وظروف وقوع جولة عنف قاسية باتت موفورة، وتقتضي المصلحة الروسية الصينية الايرانية عمليات عسكرية تسرع استيلاد الجديد، ومنها كسر ذراع الناتو اسرائيل وتصفية القواعد والنظم التي مازالت موالية للأطلسي ، خاصة بعد خمول واشتغال تركيا بأزماتها وانتخاباتها وتحولها الى السلبية وانعدام قدراتها على المناورة والمبادرة في الاقليم
– العلاقات العربية العربية والايرانية في تحول ايجابي وقد تشهد السنة الجارية تحولات نوعية لجهة وقف الحرب في اليمن ومعالجة الازمات في العراق ولبنان  واستعادة سورية لمكانتها العربية وتشكلها منصة حوار وتفاعل بين العرب والإيرانيون.
-من المرجح ان تنوء اوروبا ودولها تحت المزيد من الازمات والتوترات الاجتماعية والتحركات الشعبية والخريف القادم سيكون مليئا بالأحداث والتطورات في بريطانيا والاتحاد الأوروبي ودوله.
-الدولار والعملات والبورصات والعملات المشفرة وقطاع المال والهاي تكنولوجي ستضربها زلازل وهزات لا افق للخروج منها او تصديرها لدول العالم فاكثر من نصف الكرة الارضية قد تحررت من العبودية للدولار وللقطاع المصرفي الامريكي وتتزايد الدول التي ستخرج من تحت تأثير الدولار وحروب التجويع والحصارات  ومن المتوقع ان تكتسب البريكس وشنغهاي دفعة نوعية مع عودة لولا للبرازيل وتمكنه ومع تمكن فنزويلا، وحاجات مصر والسعودية لمزيد من الانخراط بمنظومات التشكلات الاوراسية، وتعزيز التبادلات البينية مع اوراسيا وبالعملات الوطنية بما في ذلك تسعير النفط والغاز.
كيفما سارات المعارك والحرب في اوكرانيا الا انها ارست وحققت معطيات واحداث موضوعيا لا يمكن العودة عنها وجلها يستعجل انبثاق النظام والعالم الجديد، ويستعجل افول النظام الاحادي والعالم الانكلو ساكسوني
-من غير المستبعد ان تنزاح مسارح الاشتباك والسخونة الى الباسيفيك وشرق اسيا مما يؤهل البؤر في العرب والمسلمين للتبريد وربما الانفراجات، وغالب الظن ان الصراع العربي الإسرائيلي سيشهد ختامه اما بانهيار إسرائيل لأزماتها وصراعاتها الداخلية او بجولة عنف تستعجل نهايتها او تضعها سريعا على اجندة النهاية
اطلنا الحديث والكتابة  ليتيسر لنا متابعة الاحداث والتطورات على بينة ووضوح كما سنعود في السنة القادمة لضبط التحولات والتطورات من المنصة الاوكرانية والعملية القيصرية.
انتهى

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى