متفرقات

من يحرّك الشر في لبنان؟

بقلم الاعلامي والناقد جهاد أيوب

المرحلة في لبنان أكثر تعقيداً من أي مرحلة مر بها وطن المراحل والاشكاليات الوطنية، وما يحاك لهذا البلد بكل شعوبه لا يقاس بغنج ودلع “مسترزق” بحجة طائفته وزعامة موروثة، بل بما يخطط من عشوائيات الشر. وقد يكون المستقنع الأوكراني أجّل ما يمكن تأجيله من فوضى خانقة وصارخة إلى حين، رغم تهافت دول عربية على تنفيذها بأسرع ما يمكن.

أميركا التي نفذت جريمة واضحة ضد لبنان وسورية واليمن والعراق، تنوي تحريك شرها ضد لبنان بناء على:

– عرقلة موضوع استخراج الغاز: ورغم موافقة فرنسا على الاستخراج، تضغط السعودية عليها وعلى أميركا لعدم السماح للبنان بالتنقيب واستخراج الغاز. أميركا لانت لهذا الضغط وطلبت من شركة توتال الفرنسية التروي وعدم إدراج لبنان في خريطة عملها.

– تبين لأميركا وتوابعها أن ساحة المقاومة مرتاحة، وبيئتها الأقل ضرراً حتى الآن رغم الحياة السوداء التي يعيشها المواطن اللبناني بسبب الحصار الأميركي المقنع، وأصبح ظاهراً للجميع ما يقوم به حزب الله من خدمات في أكثر من منطقة لبنانية بقدر ما أمكن عبر مؤسساته والكفالة الاجتماعية المنتشرة صحياً وتربوياً وخدماتياً.

– لا يزال المغترب اللبناني يعيل أهله في لبنان، وهذا قلل من منسوب الحاجة، وفضح الحال.

– كل هذه العقوبات الأميركية فرضت على كل الشعوب اللبنانية، وأصابت زمرها مباشرة بضرر كبير، ولم تصل فقط إلى من يؤيد المقاومة أو من هو خارج الاحزاب والتيارات، حتى الذي يبحث عن رغيف الخبز ولا يكترث للسياسة أصيب مباشرة.

– لم تستطع أميركا رغم عقوباتها الاقتصادية والإعلامية وبشراء ذمم المسؤولين في الدولة اللبنانية وتسيير سير الزعامات المنحطة والمحنطة بدجل السيادة… من التحكم ببيئة المقاومة كلياً، ولا قدرة لها على تهشيمها رغم اختراق بعضها اقتصادياً.

نعم، نجحوا في محاصرة البلد اقتصادياً وصحياً والتضييق العربي لكنهم فشلوا في هدم العلاقة بين المقاومة وبيئتها، ولا يزال الحزب متماسكاً.

هذه الحقائق التي توصلت إليها أميركا جراء تحكمها بلقمة عيش وحياة اللبناني ازعجتها. فقررت أن تنتقل إلى مرحلة أكثر سوداوية وخنقاً كلياً للمواطنين اللبنانيين.

فتقرر أن تبدأ أميركا مرحلة مختلفة عن مراحلها السابقة في لبنان، وذلك من خلال الإكثار من برامج الانحطاط الاخلاقي في الإعلام اللبناني، كيّ الوعي الاخلاقي، والاكثار من استفزاز بيئة المقاومة، والأفضل أن يكون المستفز مسلماً وشيعياً تحديداً. كما عبر منع جميع التحويلات المالية حتى الفردية من الخارج، في ظل ملاحقة المرسل أميركياً.

وإلى جانب هذه المرحلة المقبلة، حيث تخلق الفوضى الاجتماعية وتنتشر الجريمة، تتجه أميركا إلى إلغاء كل التحويلات المالية التجارية من خلال وقف اعتمادات مصرف لبنان نهائياً، وهذا يقضي بالتأكيد على شراء الغذاء، والطبابة، وكل ما له علاقة باستمرار الحياة داخل لبنان

هذه المرحلة تأخذ لبنان إلى الفوضى القاتلة، وتفلت الأمن، وغياب المسؤولية كلياً من قبل الدولة اللبنانية. وبالفعل حاكم مصرف لبنان بدأ التفيذ، والدولة استقالت عن دورها إلا في بعض الوزارات المحسوبة على جهة سياسية معينة.

هذا الحال أصبح مكشوفاً كلياً بالنسبة للمقاومة ومحورها، لذلك ما قاله السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير لم ينطلق من فراغ، والتهديدات لأميركا مباشرة ولمن حولها يقرأ بأسبابه. وما لم يقله السيد في الخطاب يقاس في اللقاءات والتحليلات المتضمنة للرسائل المراد إصابتها وإرسالها لمن يعنيه الأمر… وبالفعل وصلت بشكل واضح إلى الإدارة الأميركية لتتنبه إلى أن فعلتها الشيطانية لم تعد خافية، ولن يسمح بتنفيذها وإكمالها…والله يستر.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى