عالمنا اليوم… طرافة التجسيد
من صفحة الباحث حسن حمادة
لقد هطلت الثلوج في لندن مساء أمس، فقمت بصنع رجل الثلج Snowman صباح اليوم.
مرت بقربي سيدة مؤيدة لحقوق المرأة، وقالت لي:
لماذا لم تصنع امرأة الثلج Snow woman؟
فصنعت امرأة الثلج بجانب رجل الثلج.
لكنها احتجت على كبر صدر امرأة الثلج وأن في ذلك استهدافًا خبيثًا للمرأة.
أما الجاران المثليان، فاحتجا وطالبا بأن يكونا رجلي ثلج Two Snow men أو امرأتي ثلج.
أما جاري الرجل المتحول / المرأة، فطالب برجل ثلج واحد مع اطراف يمكن فكها وتغييرها حسب الطلب.
أما الجاران النباتيان فقد غضبا وقالا إن جزرة الأنف هي من الخضار ويجب أن تؤكل لا أن تستخدم كديكور لرجل الثلج.
كما اتهمني الجيران بالعنصرية لأن التمثالين أبيضان.
أما جاري من الشرق الاوسط، فقد أصر على تغطية رأس امرأة الثلج بالحجاب.
جاءت الشرطة واتهمتني بإهانة الجيران.
كما طالبت جارتي “النسوية” أمام الشرطة بأن أزيل المكنسة من يد امرأة الثلج لأنها توحي بأن المرأة هي المسؤولة عن الأعمال المنزلية.
حضر ممثل منظمة المساواة بين الجنسين وهدد بإخراجي من منزلي.
حضر فريق التلفزيون الإخباري وسألني كيف أستطيع أن أميز بين رجل الثلج وامرأة الثلج، وعندما اجبت: “ Snow Balls” اتهموني بالتعصب الذكوري.
وعندما بثوا التقرير التلفزيوني، اتهموتي بالارهاب والتعصب والتمييز ضد النساء، وبالتحسس من المثليين، وإهانتهم، وبإثارة المشاكل اثناء الطقس السيء.
وعندما عرفوا أن لدي عائلة، قرروا أن يحموا أطفالي مني بوضعهم في أحد المراكز المجتمعية.
خرج المتظاهرون اليساريون واليمينيون والمؤثرون الاجتماعيون و المثليون والمتحولون ودعاة المساواة بين الجنسين مطالبين بوضعي في السجن…
ثم ذاب الثلج.
الخلاصة: هذا ملخص لما أصبح عليه عالمنا اليوم، وكل هذا بسبب ما يطلقون عليه السياسة السليمة للمجتمع الحديث.