أخبار لبنانية

أزمة النفايات في صيدا تتفاقم

ماذا بعد استقالة السعودي؟

إستقالة رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي تتدحرج وتنتشر كالنار في الهشيم، لم تعد محصورة بالمدينة وحدها ولا بمجلسها البلدي، بل إمتدّت تداعياتها إلى إتحاد بلديات صيدا – الزهراني الذي سانده ودعا الجميع الى التضامن من أجل حلّ المشكلة البيئية وعدم تحميله المسؤولية في ظل الإنهيار الذي يعيشه البلد وعدم قبض البلديات مستحقاتها المالية.

السعودي ما زال يصرّ على الإستقالة، مقابل عدم القيام بأي خطوات عملية للتراجع عنها، أو نسج تفاهمات جديدة للحلّ الواقعي، يقول لـنداء الوطن: «لم يتغيّر شيء والموقف على حاله، وكلّ ما قيل من كلام لم يترجم حلاً للمشكلة، لدينا مشكلة نفايات ويجب أن نتّفق على معالجتها في ظلّ عدم قيام الدولة بدفع المستحقّت المالية سواء للبلدية أو لشركة جمع النفايات».

يحرص السعودي في هذه المرحلة على حصر المشكلة بتراكم النفايات، يؤكد أنّ المشهد مقزّز في المدينة ويجب رفعها فوراً، «لا نستطيع معالجة كل القضايا دفعة واحدة، وإذا اردنا وضع اليد على معمل معالجة النفايات الحديث في سينيق يتطلّب الأمر اللجوء إلى القضاء والمحاكم ما يتطلّب مدّة زمنية ربما تكون طويلة، كما نحتاج إلى فريق عمل متخصّص لإدارته وأموال لتشغيله وإلى تعاون مع الوزارات المعنية، فيما لبنان اليوم يغرق بأزماته وخلافاته ونعيش مرحلة تصريف أعمال».

في المقابل، يرى السعودي أنّ الحل- المُتاح راهناً هو دعم الصندوق الذي أنشئ من أجل منح الشركة قرضاً للقيام بعملها اليومي ريثما تقبض مستحقّاتها المالية «لأن همّنا رفع النفايات، لقد اتفقنا على جمع 300 ألف دولار، وصلنا الى 150 ألف دولار، البعض لم يكن متحمّساً وكأنّنا نريد الدفاع عن حقوق الشركة، لا، همّنا رفع النفايات»، منوّهاً بدور بلدية الغازية «التي دفعت 40 الف دولار وتعهّدت بدفع 20 ألفاً إضافية، أمّا باقي البلديات فوضعها المالي ضعيف وتنتظر مثلنا دفع المستحقّات المالية بعد وقف صرفها وعائدات الصندق البلدي المستقلّ، والذي أفضى إلى هذا الشلل وتفاقم المشاكل البيئة».

السعودي الذي يلتقط أنفاسه مجدّداً ليعيد ترتيب أولوياته، يتمهّل في حسم الإستقالة ولكن يشعر بالإرتياح الضمني بعد المواقف الداعمة والمؤيّدة له من جهة، ولصعوبة العمل البلدي من جهة أخرى في ظل أسوأ أزمة إقتصادية يعيشها لبنان وعدم دفع المستحقّات المالية، يكرّر «أنّ العمل البلدي برمّته يقوم على الإمكانيات المادية، كيف نخدم الناس ونعالج المشاكل ولا نملك الأموال الكافية، حتى الموظفون والعمال يعانون من تدنّي الرواتب، الأمر يستحقّ التضامن والتكافل من أجل صيدا وخدمة أهلها معاً، اتّفقنا على أن نكون شركاء في تحمّل المسؤولية وليس تحميل البلدية وحدها المسؤولية، ونحن شركاء في مبادرة «صيدا تواجه».

وأعلن إتحاد بلديات صيدا – الزهراني دعمه للسعودي مذكّراً أنّ رئيسه والأعضاء «لا يتركون فرصة إلا ويستغلونها لحل مشكلة النفايات في صيدا وبلدات الإتحاد، وكان آخرها إستحداث «صندوق القروض» لجمع الأموال وصرفها لشركة الـ NTCC لرفع الضرر البيئي عن أهلنا ومجتمعنا، وبناء عليه نتمنى من كل شخص مسؤول التواصل مع السعودي للمساعدة في دعم وتغذية صندوق القروض المذكور أعلاه ونناشد النواب والفاعليات خاصة المنتخبين عن دائرتي صيدا والزهراني حث وزيري المالية والداخلية والبلديات للإسراع في الإفراج عن المستحقّات العائدة لمعمل الفرز والمتعهّد المولج برفع النفايات ضمن الاتحاد».

واعتبر «تجمّع المؤسسات الأهلية» في صيدا أنّ الاستقالة تشكّل خسارة جسيمة للمدينة والجوار، وطلب من السعودي العدول عنها والاستمرار في موقعه.

وزار رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود السعودي في منزله وتمنى عليه الرجوع عن الاستقالة والإستمرار في عمله.

 

 

 

 

 

 

 

 

نداء الوطن

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى