إنجاز لبناني قام به د. محمد بهجت حيدر في مجال الطب النووي فنال الوسام الذهبي تكريما من الحكومة لانجازاته الطبية ولوضعه بصمة مميزة امام الدول المتقدمة
خاص وكالة حسام الاخبارية HNN
عصيّة تلك الأدمغة على الإنهزام في ظل الجائحة الإقتصادية والمالية التي عصفت بأوطاننا ، ورائعة إرادة الصمود المتجليّة في الكوادر الطبية التي يحتضنها الوطن رغم ملِمّاته الخانقة، والتي توجها المؤتمر الثاني للطب النووي الذي أقيم في لبنان بحضور أكثر من ثلاثة أضعاف المؤتمر الاول الذي أقيم من حوالي السنتين في المملكة الاردنية الهاشمية من حيث المشاركة العددية والنوعية ، وهذا رقما مميزا نوعيا وعدديا في مجال الطب النووي وانجازاته.
ومن بين ضبابية المشهد اللبناني يطل هذا الأمل المشع في مضمار الطب النووي الذي حمل رآيته الدكتور “محمد بهجت حيدر” رئيس الجمعية العربية للطب النووي ورئيس الجمعية اللبنانية للطب النووي ، إضافة إلى إنه رئيس القسم المتخصص بهذا الشأن في الجامعة الأميركية ، المتميز بعمله كطبيب مشخصا” ومعالجا” للمرض وباحثا” في مجال الطب النووي، وبقدراته العلمية والطبية العالية لتعطيه هذا الامتياز ، استحق بجدارة الوسام الذهبي التي أعلنت الحكومة اللبنانية منحه إياه تقديرا لجهوده وتميّزه الراقي.
تكريم ذو امتداد شمولي تخطّى ببصمته كل مساحة الوطن إنطلاقاً من كفاءة المكرّم الذي ذاع صيته في مجال الطب النووي ممهورة بإرادة البقاء والعطاء، ومواطنة ووطنية ظهرت عبر تقديم المصلحة العامة على المنافع الشخصية الضيقة،ليكون رائدا” في هذا النوع من الطب النادر والمهم وخصوصا في عالمنا العربي .
سيما إن إقدامه لإقامة المؤتمر الثاني للجمعية العربية في الطب النووي في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، تمثل بارقة أمل للبنان وتحافظ على رسالته الحضارية التي طالما تمتع بها،
على هامش المؤتمر كانت الكلمة القيّمة حاضرة على لسان أصحاب الإختصاص في هذا المجال عبر مقابلات سلّطت الضوء على المواكبة العربية للحداثة والتطوير في الشؤون الطبية، بعيدا عن المشاكل والمواقف الإقليمية ذات الطابع السياسي والإقتصادي والإجتماعي التي لا تفسد في الطب والوّد قضية.
من لبنان كانت كلمة مدير الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية الدكتور ” بلال نصولي ” يمثله الدكتور ” محمد رومية ” حيث تحدث عن تأسيس الجمعية وأهدافها، وعن مجموعة اراسيا والبرامج الممولة من الوكالة في) قسم الطب النووي تحت إشراف الدكتور محمد حيدر والدور الريادي الذي تؤديه الجامعة الأميركية في بيروت والجهود الكبيرة المبذولة واستمرارها بتطوير الخبرة والأداء، رغم الظروف الصعبة التي يمر فيها البلد. حيث يبرز ذلك جليا من خلال المتابعة عن كثب للأقسام الاستشفائية التي تدخل ضمن اطار عمل الهيئة الرقابية ودورها في تشجيع الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية لا سيما في مجالات العلاج بالأشعة والاشعة التشخيصية وبكل تأكيد الطب النووي الذي تجتمع فيه الجهود مع د. حيدر لدعم وتطوير انتاج نويدات مشعة جديدة من خلال البرامج التي تمولها الوكالة.
بعدها تمثلّت الإمارات في مجال الطب النووي عبر كلمة ألقاها العراقي الدكتور “عبد الرحمن السهيلي ” الممثل للدولة الكريمة ومؤسس البورد العراقي للطب النووي الهادف إلى تقديم الخدمات لدولته الأم العراق دون أن يتوانى عن توظيف كل علمه وخبراته في خدمة البلد الذي احتضنه في مجال تخصصه، أي دولة الإمارات العربية المتحدة. وأوضح أن العراق لجأ إلى البلدان المجاورة بسبب الحصار والدمار وفقدان المواد المشعة. وأن الفساد الموجود والوضع المتردي في العراق لم يَحُل دون وجود مراكز طب نووي، إذ تتغنّى بغداد بوجود أربعة مراكز وآخر في النجف، وفي مستشفى الكفيل ب”كربلاء” حيث تتم متابعة الحالات مع د. محمد حيدر عبر الجامعة الامريكية.
أما في مضمار الطب النووي فكانت الإمارات حاضرة بداية في أبو ظبي حيث تأسس من قبل الدولة ثلاثة مراكز وآخر في العين، مشمولين بحرص الدولة التي واظبت على استقدام كفوئين في هذا المجال. وتوسعت رقعة الإنتشار حتى بلغت دبي وفجيرة ورأس الخيمة ومدينة “برج إيفل” الطبية مستشفى الشيخ شخبط ” الطبية. وأوضح صاحب الكلمة أن الطب النووي من الناحية التشخيصية متوفر في جميع الأمكنة المذكورة إلا أن العلاجي منه محدود لأنه يحتاج إلى امكانيات ومعرفة علمية عميقة طبيًا. لهذا السبب فإن معالجي الأورام بالطب النووي قليلون جدًا. وأشاد إلى المحاضرة التي ألقاها الدكتور مدحت في إحدى جلسات المؤتمر لما قدمه من جديد في عالم الطب وهو بدء العلاج بالطب النووي قبل الذهاب إلى العملية في علاج البروستات وهنا يحضر الدكتور حيدر الذي يتمتع بكفاءة المشخص والمعالج.
ومن دولة سوريا أسهب الدكتور مجدي الزين” رئيس قسم الطب النووي في مستشفى الأسد الجامعي في جامعة دمشق، بالحديث عن تجربة سوريا في الطب النووي حاليًا حيث أكدّ أنه رغم الواقع الصعب في المنطقة وسوريا تحديدًا لازال هناك اهتمام باختصاص الطب النووي، وعبّر عن طموحهم ككادر طبي وجامعة في تلبية جميع متطلبات واحتياجات هذا الإختصاص، لا سيما فيما خص المواد المشعة الضرورية، وفي التشخيص وتصوير الأشعة تصويرًا نوويًا. ولفت أن القسم الأكبر من المواد المشعة التي كانوا يحصلون عليها هي انتاجا وطني مصنع داخل سوريا، والقسم الآخر كان يتم الحصول عليه من دول صديقة مثل جنوب شرق أفريقيا، واستمر هذا الواقع حتى نهاية عام 2012 حيث توقف استيراد هذه المواد بعد الأحداث في سوريا وتوقف الطيران بسبب الحصار وقرار حظر توريد وتبديل الأجهزة، مما جعل الأجهزة المتواجدة حاليا قديمة العهد بسبب عامل الزمن .
وحاليًا يوجد المسرع الحلقي في سوريا القادر على تصنيع المواد الأساسية للتشخيص في الطب النووي من ناحية التصوير. ولفت أنه في السابق كانت تصدر هذه المواد للدول المجاورة ولكن بسبب توقف الطيران قل الإنتاج بسبب الظروف نفسها.
وخلال الكلمة كان هناك إشادة بنشاط الدكتور حيدر ومعرفته العلمية وجهده المبذول في تنظيم هذا المؤتمر في بيروت مستعينًا بكبار الخبراء والعالميين في مجال الطب النووي، وأثنى على المواضيع التي تم تداولها وطرحها واصفًا إياها بالحديثة جدًا. وأضاف أنه لمس توفر إمكانيات عالية لاستخدام العلاج النووي والتشخيص في بيروت عبر التقنيات الموجودة خاصة في مستشفى الجامعة الاميركية وذلك أن التقنيات الحديثة للطب النووي لا تتوفر الا في مراكز قليلة في العالم.
وكشف أنه سيكون هناك أمور واعدة تدعو للتفاؤل في الطب النووي بالعالم العربي وعبر عن الدعم الذي يتلقاه د. محمد حيدر من وزارة الصحة ومن نقابة الأطباء ومستشفى الجامعة الأميركية مما يشكل حافزًا لتطوير الاختصاص وهذا يحمل في طياته اندفاعا قويا لدى الدكتور حيدر لخدمة وطنه في اختصاصه، مشيدا بان لبنان ترك بصمة في هذا المجال بشهادة واعتراف كبار الأخصائيين في مختلف دول العالم والمتحدثين فيه.
وكان للكويت كلمة مشاركة ألقاها المحاضر المصري في جامعة الكويت الدكتور “عبد الحميد الجزار” ورئيس قسم الطب النووي في الجامعة المذكورة التي تولي اهتماما بالتصوير الطبي لذات النووي والجزيئي، لتشخيص العدوى في الامراض المعدية، وعبر عن ان هذا المؤتمر له أهمية عالية جدا لجمعه هذا العدد من المحاضرين وأشاد بدور د. حيدر وعمله الذي يواكب كل ما هو جديد.
كما كان للشخصيات الاجنبية حضورا شخصيا وعبر العالم الافتراضي (اون لاين) حيث تقاطعت آراؤهم حول الإشادة والتنويه بالمؤتمر ، فكانت لهم الفرصة للاطلاع على كل ما توصل اليه المحاضرون في مجال الطب النووي.
وفي الختام يأتي الدور الريادي والمهم للشركات المواكبة لهذا الاختصاص والمتابعة لكل جديد، والداعمة لهذا المؤتمر على صعيد الشرق الأوسط، والاطلاع الدائم على التقدم التكنولوجي لاكتشاف المرض مبكرا والبحث والعمل لتأمين الاجهزة المطلوبة التي تساهم في مساعدة المرضى والاطباء لمواكبة الدول المتطورة. وقد عبّر ممثل شركة جنرال الكتريك الاستاذ “أمين نظام” عن دور لبنان كمركز هام على صعيد الطب بشكل عام وعلى صعيد الطب النووي بشكل خاص في الشرق الاوسط وافريقيا مترافقا مع دعم الشركات التقنية والمتابعة لهذا الاختصاص عبر صلة الوصل مع د. حيدر الذي يخلق لديها عبر الإكتشافات الحاضرة، الدافع القوي للتواجد ودعم هذا المؤتمر.
٨
٩