متفرقات

انتصرت قطر وفازت القضية الفلسطينية

صفع نفاق الغرب في مونديال قطر.. الأنجح لكرة القدم

بقلم الاعلامي والناقد الفني جهاد أيوب

 

لقد أكد مونديال قطر 2022 لبطولة كرة القدم عالمياً أن الغرب بغالبية دوله وإعلامه لا يزال يعيش في القرون المتخلفة في مفهوم الإنسان والإنسانية، وينظر إلى الآخر بعنصرية لم تغيرها ربطة العنق الباريسية، وعطورها المسروقة من أفريقيا، ولا ركوب وقيادة الطائرة والجامعات والتطور التكنولوجي. ولا نرغب بالإشارة إلى كيفية تصرفهم في قضية أوكرانيا، ولكننا نشير تاريخياً إلى أن الغرب بمجمله كان ضد أن يصل المونديال إلى أي دولة ليست غربية، وكلنا يشهد الحرب الإعلامية البغيضة والمعارضة الشرسة للغرب سياسياً وفعلياً حينما انتقل هذا المونديال إلى جنوب أفريقيا، ومن ثم إلى البرازيل وروسيا. ومن يشكك عليه الذهاب إلى تلك الحقبة ليكتشف العجب العجاب في حضارة مبنية على سرقات خيرات غيرهم، وقتل أصحاب الأرض.

والأسلوب السوداوي، وطريقة بعض الإعلام الغربي الحاقد، وفوقية جنون ما مارسته بعض الدول الغربية وبالتحديد دول الاستعمار التاريخي فرنسا( أكبر بلد في العالم عنصرية، وكرهاً بالعرب وبالمسلمين)، وبريطانيا(أكبر دولة في العالم إلى جانب أميركا قتلت شعوب الأرض، وباعت السلاح ليموت الإنسان، أما العنصرية فحدث ولا حرج) ضد مونديال قطر لكرة القدم ليس جديداً على من عاش تاريخه في قبضة العنصرية والشوفينية، وقتل شعوب العالم بدماء باردة. وقد يرد علينا من لا تعجبه الحقيقة بأن هذه الدول تعطي شعوبها كامل الحقوق، فنرد بأن ما ينعم به شعوب تلك الدول الاستعمارية من خيرات، هو من خيرات بلادنا في الشرق، ومن كنوز أفريقيا لمن يجهل الحقائق والعبر، وغالبية زعامات الفساد في بلادنا من صناعتهم، وأكبر دليل ما يحدث في لبنان.

الافتتاح الاسطوري الإبهاري الإنساني لمونديال قطر التي وعدت ونفذت وانتصرت على حقدهم، وردت اتهاماتهم بنجاحها، وصبرت بصمتها خلال عملها لتنال الفوز، أحدث ضجة إيجابية في كل العالم، وبالتحديد عند الشعوب رغم القطيعة التي مارسها بعض الإعلام الغربي بمساندة ساسته. فمثلاً فرنسا غضبت غضباً جنونياً لفكرة المونديال في قطر، ومنذ اللحظات الأولى شنت حروبها الإعلامية عبر إشاعات من هنا وهناك، واتهامات اعتاد الغرب عليها بفكرة حقوق الإنسان وقضايا المرأة والحريات، لا بل منعت الشاشات الكبيرة في الساحات العامة من نقل المباريات تلك من دولة قطر، مع أن الغرب يصنع الحروب في بلادنا وبلاد غيرنا، ويبيع السلاح كي تكسب خزينته، وفيه تقتل وتعذب وتعنف المرأة، وفي أميركا فقط تسجل أكبر نسبة في العالم تعنف فيه المرأة رغم حصولها على مراتب علمية ومناصب مهمة في الدولة، وهذا بجهودها، ولا جميل للنظام السياسي بذلك، أما الحرية فهي كذبة كإعلاميين نتلمسها كل لحظة، وقد تكون حرية الجنس والحقد هي الحاضرة!

وفي بريطانيا صانعة الحروب في العالم إلى جانب أميركا، والحاقدة تاريخياً، قامت وزرعت الفتنة ضد قطر منذ الإعلان عن نقل المونديال إليها. وتاريخياً تتعامل بعنجهية مع أي دولة عربية وإسلامية وخليجية في إعلامها، وهات مقالات وبرامج مشككة وشبه قاتلة لفكرة الروح الرياضية، والمستغرب أن ال BBC منعت نقل حفل الافتتاح، واستبدلت برامجها بشن حرب جنونية ضد قطر، علماً أن بريطانيا تستورد 20% من غاز قطر.

ولكن ما فعلته فرنسا وبريطانيا وبعض دول الغرب يؤكد دون شك أن الغرب يريد نفط بلاد العرب، ولا يهمه الإنسان أينما كان، ولا تهمه الإنسانية، ولا يؤمن بتفوق العرب علمياً، ولا يريد الحداثة والتطور، وإن أرسل مساعدات طبية وغذائية، فذلك بعد أن دمر هذا الغرب للبلاد، وبسلاحه قتل العباد…وجاء مونديال قطر ليكشف عن نفاق الغرب، ويصفعه في الافتتاح الرائع الحدث صفعة أولى.

الصفعة الثانية للغرب ولبعض إعلامه، ولكل من وقف ضد فكرة أن ينتقل المونديال إلى قطر جاءت من الشعوب الغربية التي تزور الدوحة لمتابعة معشوقها فريقها الرياضي. شاهدوا التنظيم الخارق، ولمسوا عدم تسيس قطر للمونديال، والتسهيلات والترحاب بالضيوف من كل العالم الذي يبدأ من دخول المطار، ومن نزول القدم في الدوحة اللؤلؤة، ومن ابتسامات أهلها، وكرم الضيافة، والاستقرار والراحة في التجول دون إزعاج، ودون خطابات الكراهية التي اعتدناه في بعض شوارع الغرب، وتقديم تسهيلات لا تعد، ومنها توزيع بطاقات للمكالمات الهاتفية بالمجان لكل زائر، شنط مليئة بالهدايا … رغم القلق والخوف والصبر حتى ينجح الحدث من أهل قطر كانت شهادات ميدانية للزائرين ايجابية صبت لصالح قطر قيادة وشعباً وجهداً، وصفعت المشكك الحاقد.

أبناء قطر وكل من يعيش على أرضها استنفروا، وحملوا لواء الضيافة، والترحاب. وما سمعناه من أهلنا زاروا قطر المونديال خارق للحقيقة، ولا يوجد كلمة تصف جمال ما يحدث. يكفي الأمن والأمان، التنظيم المدروس بعناية وبدقة، قلة الأخطاء، والأجمل أن أهل قطر مارسوا إيمانهم بمسؤولية نظيفة لا بعنصرية، وزرعوا بذرة الديرة للسلام في مونديال الدوحة لكرة القدم بنجاح تحسب لهم وللعرب وللمسيحي العربي وللمسلم العربي.

أما الصفعة الثالثة والأهم أن فلسطين كانت حاضرة بقوة. فالوعي الشبابي العربي المبهور بالكرة السحرية وبنجومها لم ينزلق إلى خيانة فلسطين، ووعيه ضد الكيان المؤقت يعول عليه. وما زرع من فتن إعلامية إجتماعية سياسية تربوية بلحظة رماها في نفايات القضية الجامعة أمام عدسة صهيونية تواجدت هناك… وهذا يعني أن الشباب العربي إن أتيحت له الفرصة هو صاحب الوعي الحقيقي.

انطلاقا من هذا نستطيع القول أن قطر فازت رغم خسارة العنابي، وأهل قطر “بيّضوها”، وجعلونا نعتز بأخلاقهم، وكرمهم وترحيبهم وبتنظيم صفوفهم. فكانوا جنوداً في المونديال دون أن يطلب منهم، وحرسوا جهود دولتهم بجفون الصبر والعمل والعين.

نستطيع القول أن التنظيم من قبل دولة قطر المونديال كما قيل وكتب من قبل أهل الاختصاص هو الأفضل عالمياً. وبكل جرأة فلسطين كانت حاضرة وفائزة رغم جراح اهلها.

أما بعض الغرب، وكثير من إعلامه فقد صفع، وظهر بأنهم لا يعيشون بغير فكرة الإستعمار لشعوب لا تتحدث لغتهم، وأرض فيها خيرات الله، وبأن النظرة الفوقية المبنية على الحقد والفرعنة التي نألفها تاريخياً عنهم لا تزال حية ومنتشرة…

ندعوهم للذهاب إلى المصحات العقلية، والإيمان بالله، وبمعتقاداتهم الدينية، وبقراءة متأنية لواقع الحال، والاعتراف بالآخر. فكذبة الديمقراطية وإرسال المساعدات الطبية والغذائية ونحن نقتل بسلاحكم لم تعد تنطلي علينا… ابحثوا عن الأخلاق في التعامل مع شعوب الأرض. ومن لا توجد عنده الأخلاق لا يستطيع ممارستها مع غيره مهما نجح في جامعاته، درس علوم معاصرة ووضب الضريبة المرتفعة في خدامات اجتماعية في بلاده… إن الأمم الأخلاق!

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى