بلال عبدالله: لا جدوى من الحالة الانتظارية
رئيسة التحرير وفاء ناصر
لم ينته العرض المسرحي في ساحة النجمة عند الفصل السابع، ولم تسمع اصوات تصفيق جمهور ضاق ذرعا من فشل الممثلين في الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية “صنع في لبنان” قادر على إخراج البلد من دوامة الفراغ واقتناص الوقت بدل التلهي في المماطلة والمراوغة منتظرين مبادرة إقليمية من هنا وتدخل دولي من هناك. خرج الابطال بأوهامهم من المجلس، تمختروا امام وسائل الاعلام وعادوا أدراجهم دون اي شعور بالندم، بانتظار الجلسة الثامنة لأداء الدور عينه علهم يفلحون.
أثناء حوار أجريته مع عضو كتلة اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبدالله، أكد أن لا جدوى من الحالة الانتظارية التي تراهن فيها القوى السياسية على التدخلات الخارجية لتمرير مرشح ما في هذه المرحلة، حيث يمر لبنان بوضع دقيق لا يحتمل ترف الانتظار، سيما أن العالم منشغل بأمور خارجية أهم.
وفيما يعوّل البعض على التحرك الفرنسي، يلفت عبدالله إلى أن التجربة مع الفرنسيين، رغم العلاقة الوجدانية التي تربط الدولة الفرنسية بالجمهورية اللبنانية والعاطفة التي تكنها لها، إلا أنها ترافقت في الآونة الاخيرة مع عدة علامات استفهام.
فمن جهة أولى، دائما ما يرشح من المصادر الفرنسية النية لتعديل الدستور إلى عقد اجتماعي جديد، بغض النظر عن التوقيت الذي يصنفه بال “خاطئ جدا”، لأن الدستور ليس مشكلة لبنان الملحة حاليا.
ومن جهة ثانية، تتعاطى فرنسا مع لبنان “بالمفرّق”، علما انها كما غيرها يجب ان تتعامل مع لبنان كدولة وليس على إيقاع مصالحها. وبرأيه “ذنبنا كلبنانيين اننا سمحنا لهم بذلك”.
كما يضيف انه يجب توفر عدة عناصر لإعادة مكانة لبنان على الساحة الدولية، اهمها؛ “صنع رئيس”، صياغة تفاهم داخلي وطني عنوانه الاساسي معالجة مشاكل المواطنين المعيشية والحياتية وإنقاذ البلد، على أن يترافق ذلك مع تأجيل الامور الخلافية الكبيرة وترك الصراعات الخارجية.
وهنا يؤكد على التماهي مع فكرة طاولة الحوار التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، موضحا أن لا بديل عنه، إذ من الضروري الانطلاق من البحث عن المساحات المشتركة بين الافرقاء. مشيرا الى ان هذا ليس بالأمر البسيط بل على قدر من الاهمية، لان احدا لن يختلف مع الآخر على ضرورة تأمين الكهرباء والدواء، حماية الجامعة اللبنانية، الحد من الهجرة ودعم الزراعة والصناعة….
وعن إمكانية انتخاب رئيس قريبا، يتمنى عبدالله ان ينجح الافرقاء في ذلك، اليوم قبل الغد، بغض النظر عن شخصه. لكنه يشدد على ان يتمتع بصفات ثلاث، لا تمت الى الخيال العلمي والبطولات السينمائية الوهمية بصلة. فليس مطلوب منه أن يكون “سوبرمان”، بل أن يتمتع بشخصية غير استفزازية تحظى برضى الأطراف جميعهم دون استثناء، أن يملك رؤية إصلاحية إنقاذية تعمل على تعافي البلد، والاهم برأيه أن يفتح لبنان على العالم العربي والمجتمع الدولي، لأن لا حياة له لبنان وهو في عزلة. فالوطن يتنفس في دوره الحضاري ورسالته، ولطالما كان مركزا ثقافيا ومركزا للحريات وللسياحة ومستشفى الشرق… قبل ان يخسره لصالح عواصم اخرى. ويرى ان كل تأخير في هذا الاستحقاق يكبد لبنان خسارة معنوية كبيرة عدا عن المادية، تتمثل في المصداقية وضعف موقعه على المسرح الدولي.