الراعي: أين أنتم من جرأة الحوار؟
توقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عند متابعة نواب الأمة والمسؤولين السياسيين عندنا صم آذانهم عن سماع كلام الله، ومتابعة سماع أصوات مصالحهم الخاصة والفئوية، وأصوات الأحقاد والكيديات، على حساب هدم مؤسسات الدولة بدءاً من عدم انتخاب رئيسٍ للجمهورية من شأنه أن يوحي بالثقة في الداخل والخارج، وصولاً إلى إفقاد المجلس النيابي صلاحية التشريع، وحرمان الحكومة من كامل صلاحياتها، وتعطيل التعيينات المستحقة وتفشي الفساد في الإدارات العامة. فلو يسمعون كلام الله، لسارعوا إلى إصلاح الهيكليات والمؤسسات، وإلى النهوض بالاقتصاد والحد من إفقار الشعب، ولأصلحوا الوضع المالي، وأوقفوا هجرة قوانا الحية، ولحزموا أمرهم ووحّدوا كلمتهم ولعمدوا إلى إجراء المفاوضات اللازمة مع سوريا والمجتمع الدوليّ من أجل عودة النازحين السوريين إلى بلادهم وقد أصبحوا خطراً متزايداً على بلادنا، مطالبين الأمم المتحدة بمساعدتهم على أرض وطنهم.
وحمّل النواب والمسؤولين السياسيين هذا الخراب بسبب فشلهم وكبريائهم. وسأل عن جرأتهم في الحوار بما أن المنطقة في حالة تغيير، تسويات، حوارات وتهدئة. “أين أنتم من جرأة الحوار؟ وإلى أين تذهبون بلبنان جاعلينه أرضاً سائبة؟ فهو ليس ملككم بل ملك الشعب الخيّر الذي حافظ عليه بالتضحيات وافتداه بدماء أبنائه الشهداء”.